[٣٦٩٢] وَلَا تؤمنوا حَتَّى تحَابوا قَالَ النَّوَوِيّ هَكَذَا هُوَ فِي جَمِيع الْأُصُول وَالرِّوَايَات وَلَا تؤمنوا بِحَذْف النُّون من اخره وَهِي لُغَة مَعْرُوفَة صَحِيحَة انْتهى وَقَالَ الطَّيِّبِيّ وَلَعَلَّ للمجانسة والازدواج وَفِي بعض نسخ المصابيح وَغَيره تواجد النُّون أَيْضا انْتهى
قَوْله افشوا السَّلَام بَيْنكُم قَالَ النَّوَوِيّ هُوَ بِقطع الْهمزَة الْمَفْتُوحَة وَفِيه الْحَث الْعَظِيم على افشاء السَّلَام وبذله للْمُسلمين كلهم على من عرفت وَمن لم تعرف كَمَا فِي الحَدِيث الاخر وَالسَّلَام أول أَسبَاب التألف ومفتاح استجلاب الْمَوَدَّة وَفِي افشاء تمكن الفة الْمُسلمين بَعضهم نبعض وَإِظْهَار شعارهم الْمُمَيز لَهُم من غَيرهم من أهل الْملك مَعَ مَا فِيهِ من رياضة النَّفس وَلُزُوم التَّوَاضُع وإعظام حرمات الْمُسلمين وَقد ذكر البُخَارِيّ عَن عمار انه قَالَ ثَلَاث من جمعهن فقد جمع الْإِيمَان الْإِنْصَاف من نَفسك وبذل السَّلَام للْعَالم والانفاق من الاقتار وروى غَيره هَذَا الْكَلَام مَرْفُوعا وفيهَا لَطِيفَة أُخْرَى وَهِي انها تَتَضَمَّن رفع التقاطع والتهاجر والشحناء وعناد ذَات الْبَين الَّتِي هِيَ المحالقة وان سَلَامه تَعَالَى لَا يتبع فِيهِ هَوَاهُ ويخص بِهِ احبابه انْتهى وَعَلَيْكُم جَاءَت الرِّوَايَات بِإِثْبَات الْوَاو وحذفها وَأكْثر الرِّوَايَات بإثباتها فَاخْتَارَ بعض الْعلمَاء حذف الْوَاو للِاحْتِرَاز عَن التَّشْرِيك وَتَقْدِيره عِنْدهم بل عَلَيْكُم السام وَاخْتَارَ بَعضهم إِثْبَاتهَا لَكِن قَالُوا ان الْوَاو هُنَا للاستيناف لَا للْعَطْف والتشريك وَتَقْدِيره وَعَلَيْكُم مَا تستحقونه من الذَّم قلت والصور ان اثبات الْوَاو وحذفها جَائِز ان لصِحَّة الرِّوَايَتَيْنِ وان الْوَاو أولى كَمَا هُوَ فِي أَكثر الرِّوَايَات وانه للْعَطْف والتشريك وَلَا فَسَاد فِيهِ لِأَن السام الْمَوْت وَهُوَ علينا وَعَلَيْهِم أَي نَحن وَأَنْتُم فَهِيَ سَوَاء وكلنَا نموت (فَخر)
قَوْله فِي نسْوَة فَسلم علينا قَالَ بن الْملك وَهَذَا مُخْتَصّ بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا مِنْهُ من الْوُقُوع فِي الْفِتْنَة وَأما غَيره فَيكْرَه لَهُ ان يسلم على الْمَرْأَة الاجنبيه الا ان تكون عجوزة بعيدَة عَن مَظَنَّة الْفِتْنَة وَقيل وَكثير من الْعلمَاء لم يكرهوا تَسْلِيم كل مِنْهُمَا على الاخر انْتهى وَمهما قيل بِالْكَرَاهَةِ على مَا هُوَ الصَّحِيح فَلم يثبت اسْتِحْقَاق الْجَواب (مرقاة)
قَوْله
[٣٧٠٢] ايعانق بَعْضنَا بَعْضًا الخ قَالَ لادبه قَالَ أَبُو حنيفَة انه يكره المعانقة وَمَا روى التِّرْمِذِيّ انه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اعتنق زيد بن حَارِثَة حِين قدم الْمَدِينَة فَيدل على جَوَازهَا لَكِن للقادم من السّفر فَيجوز للقادم وَلَا يجوز نعيره وَقَالَ النَّوَوِيّ المعانقة وتقبيل الْوَجْه مكروهان صرح بِهِ الْبَغَوِيّ للْحَدِيث الصَّحِيح فِي النَّهْي عَنْهُمَا كَرَاهَة تنزيهة انْتهى وَقَالَ الشَّيْخ اما المعانقة فَالصَّحِيح انها جَائِزَة ان لم يكن هُنَاكَ خوف فتْنَة لما ورد فِي حَدِيث قصَّة زيد بن حَارِثَة وجعفر بن أبي طَالب وَنقل عَن الشَّيْخ أبي الْمَنْصُور الماتريدي فِي التَّوْفِيق بَين الْأَحَادِيث ان الْمَكْرُوه من المعانقة مَا كَانَ على وَجه الشَّهْوَة وَأما على وَجه الْبر والكرابة فجائزة (فَخر)
قَوْله وَلَكِن تصافحوا اعْلَم ان المصافحة سنة عِنْد كل لِقَاء ومحلها أول الملاقاة فَمَا اعتاده النَّاس بعد صَلَاة الصُّبْح وَالْعصر لَا أصل لَهُ فِي الشَّرْع بل يكون هَذِه المصافحة مَكْرُوهَة لِأَنَّهَا لَيْسَ فِي محلهَا الْمَشْرُوع (فَخر)
قَوْله قبلنَا يَد النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ فِي الدّرّ وَأما تَقْبِيل يَد صَاحبه عِنْد اللِّقَاء فمكروه إِجْمَاعًا وَكَذَا مَا يَفْعَلُونَهُ من تَقْبِيل الأَرْض بَين يَدي الْعلمَاء والعظماء وَالْفَاعِل والراضي يه آثمان لِأَنَّهُ يشبه عَبدة الْأَوْثَان وَهل يكفر ان على وَجه الْعِبَادَة والتعظيم يكفر وان على وَجه التَّحِيَّة لَا وَصَارَ اثما مرتكبا للكبيرة وَفِي الْمُلْتَقط التَّوَاضُع بِغَيْر الله حرَام وَفِي الْوَهْبَانِيَّة يجوز بل ينْدب الْقيام تَعْظِيمًا للقادم وَمَا يجوز الْقيام بَين يَدي الْعَالم فَائِدَة قيل التَّقْبِيل على خَمْسَة أوجه قبْلَة الْمَوَدَّة للْوَلَد على الخد وقبلة الرَّحْمَة لوَالِديهِ على الرَّأْس وقبلة الشَّفَقَة لِأَخِيهِ على الْجَبْهَة وقبلة الشَّهْوَة لامْرَأَته وامته على الْفَم وقبلة التَّحِيَّة للْمُؤْمِنين على البدو فِي الْقنية تَقْبِيل الْمُصحف قيل بِدعَة لَكِن روى عَن عمر رض انه كَانَ يَأْخُذ الْمُصحف كل غَدَاة ويقبله وَيَقُول عهد رَبِّي ومنشور رَبِّي عز وَجل وَكَانَ عُثْمَان يقبل الْمُصحف ويمسه على وَجهه واما تَقْبِيل الْخبز فحرر الشَّافِعِي انه بِدعَة مُبَاحَة وَقيل حَسَنَة انْتهى (إنْجَاح)
قَوْله أمرنَا بِهِ رَسُول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَلَاثًا الأول ليعرف وَالثَّانِي للتأمل وَالثَّالِث للأذن أَو عَدمه (إنْجَاح)
قَوْله فَمَا الاستيناس أَي الَّذِي ورد فِي التَّنْزِيل يَا أَيهَا الَّذين آمنُوا لَا تدْخلُوا بُيُوتًا غير بُيُوتكُمْ حَتَّى تستأنسوا وتسلموا
على أَهلهَا وَهُوَ طلب الانسة الْمعبر عَنهُ بالاستيذان (إنْجَاح)
قَوْله
[٣٧٠٩] انا انا هَذَا إِنْكَار مِنْهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على قَوْله انا وَإِنَّمَا أنكرهُ لِأَن هَذَا الْقدر لَيْسَ بكاف فِي الْجَواب عِنْد الغيبوبة عَن الشُّهُود بل يَنْبَغِي ان يعرف باسمه وَذهب الصُّوفِيَّة الوجودية الى انه انما أنكرهُ لِأَنَّهُ اثْبتْ وجوده مَعَ ان وجود الْعَالمين عِنْد وجوده تَعَالَى محور قَالَ لَيْسَ من الْأَدَب ان ينْسب الرجل شَيْئا الى نَفسه كازاري ونعلي هَذَا لَيْسَ بسديد لوروده فِي الْكتاب وَالسّنة فِي مَوَاضِع شَتَّى (إنْجَاح)
قَوْله