للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[٣٨١٧] كَانَ فِي لساني ذرب بِفتْحَتَيْنِ أَي حِدة من ضرب لِسَانه إِذا كَانَ حاد اللِّسَان لَا يبال مَا قَالَ كَذَا فِي الْمجمع (إنْجَاح)

قَوْله وَكَانَ لَا يعدوهم الى غَيرهم هَذَا قَول أبي الْمُغيرَة أَي كَانَ حُذَيْفَة لَا يتَجَاوَز أَهله الى غَيرهم كَمَا يسب أحدهم أَبَا أحد أَو أمه فيسب المسبوب أَبَاهُ وَأمه وَهَذَا من صَنِيع الْجَاهِلِيَّة فَإِن التَّقْصِير مِنْهُ لَا من غَيره إنْجَاح تقربت ذِرَاعا الخ الذِّرَاع من روس الْأَصَابِع الى الْمرْفق والباع قدر مد الْيَدَيْنِ والهرولة هِيَ بَين الْمَشْي والعدو والقراب بِضَم الْقَاف وبكسرها أَي بِمِثْلِهَا وملأها وقدرها رُبمَا يُقَارب ملأها (إنْجَاح)

قَوْله

[٣٨٢٢] انا عِنْد ظن عَبدِي بِي الخ أَي ان ظن بِي الْعَفو فَلهُ ذَلِك وان ظن الْعقُوبَة فَكَذَلِك وَكَذَلِكَ إِذا اعْتمد على الله تَعَالَى فِي أَمر من الْأُمُور يعامله الله تَعَالَى بِلُطْفِهِ وَكَرمه مَا ظن وَهَذَا مقَام يشْعر بِكَمَال التَّوَكُّل والاعتماد على الله وَلِهَذَا اخذ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بيد المجذوم فَادْخُلْهُ فِي قصعته وَقَالَ كل بِسم الله ثِقَة بِاللَّه وتوكلا على الله وَقَالَ لغيره فر من المجذوم كَمَا تَفِر من الْأسد وَعَن بَعضهم انه سَافر على التَّوَكُّل وَمَعَهُ خَادِم لَهُ فَلَمَّا سَاءَ بعض السّير قَالَ لِخَادِمِهِ هَل عنْدك شَيْء من الْمَعْلُوم فَقَالَ لَا ثمَّ سَار بعض السّير فَقَالَ مثل مقَالَته وَقَالَ الْخَادِم كَذَلِك ثمَّ سَار سَاعَة فاعيى عَن السّير وَجلسَ وَقَالَ للخادم ان عييت وَلَيْسَ ذَلِك الا بِشَيْء من الْمَعْلُوم فأخيرني فَقَالَ الْخَادِم لَيْسَ معي شَيْء إِلَّا شِرَاك اخذتها لاصلاح نَعْلي فَقَالَ هَل فسد نعلك قَالَ لَا قَالَ فَاطْرَحْهُ فَإِنَّهُ بسبيه فَكَانَ الْخَادِم يسير بالجهد كي ينْتَقض الشرَاك فَيلْزم الشَّيْخ حَتَّى انْتقض فَوجدَ شراكا قدامه فندم وَقَالَ الشَّيْخ هَكَذَا من يُعَامل الله تَعَالَى فَهَذَا معنى حسن الظَّن بالرب (إنْجَاح)

قَوْله فَإِن ذَكرنِي فِي نَفسه الخ إِشَارَة الى فَضِيلَة الذّكر الْخَفي النَّفْسِيّ فَإِن الظَّاهِر ان ذكره تَعَالَى فِي نَفسه خير من ذكره فِي مَلأ وَقد جَاءَ الذّكر الَّذِي لَا يسمعهُ الْحفظَة خير بسبعين دَرَجَة وَجَاء خير الذّكر الذّكر الْخَفي وَخير الرزق مَا يَكْفِي وَقد علم بذلك فَضِيلَة سَادَاتنَا النقشبندية المجددية رض وَهَذَا الْأَمر مَنْصُوص وَقَالَ الشَّيْخ مُحَمَّد سعيد ولد الشَّيْخ المجدد رض يَنْبَغِي للذاكر ان يشْتَغل بِالذكر بِحَيْثُ لَا يحصل للجوارح اثره فَإِن الْحفظَة تشعر بالحركة (إنْجَاح)

قَوْله وان اقْترب الخ يفهم من هَذَا ان الطّلب للقرب ضَرُورِيّ قَالَ شيخ الْإِسْلَام الْأنْصَارِيّ لَا يجدونه بِالطَّلَبِ وَلَكِن الطَّالِب يجد أَي نفس الطّلب لَا يُوجب الْقرب بل جذبة من الجذبات الْحق توازي عمل الثقلَيْن وانه تَعَالَى يشْكر سَعْيه وَالْغَرَض ان فعل العَبْد لَا تَأْثِير لَهُ فِي الْقرب بل الْقرب تفضل من الله تَعَالَى يُعْطي لصَاحب الطّلب قَالَ أَبُو سعيد الخزاز من ظن ان يبْذل المجهود يصل فمتعن وَمن ظن انه بِغَيْر بذل المجهود يصل فمتمن وَقَالَ أَبُو يزِيد مَا وصلت اليه حَتَّى قطعت عني وَمَا قطعت عني حَتَّى وصلت اليه لَا أَدْرِي مَا كَانَ اولا وَقَالَ الشَّيْخ أَبُو عَليّ سياه يَقُول أهل مَا وَرَاء النَّهر سَالم تقطع عَنْك لَا تصل اليه وَقَالَ

الْعِرَاقِيُّونَ مَا لم تصل اليه لَا تقطع عَنْك ثمَّ قَالَ الْكوز على الْحجر أَو الْحجر على الْكوز لكني انا مَعَ الْعِرَاقِيّين لِأَن السبقة مِنْهُ أولى وَقَالَ الخزاز أَيْضا من عمر كنت اطلبه وَاجِد نَفسِي والحين اطلب نَفسِي واجده وَقَالَ دَلِيل الطَّرِيقَة الشَّيْخ أَبُو سعيد أَبُو الْخَيْر ازمن اثري نمانددين عشق ازكيست جون من يمه معشوق شدم بس عاشق كيست أَي اني فنيت واضمحللت فَلَا أجد غير محبوبي واليه إِشَارَة فِي حَدِيث الْقُدسِي (إنْجَاح)

قَوْله

[٣٨٢٣] الا الصَّوْم فَإِنَّهُ لي الخ قَالَ الامام أَبُو الْخَيْر الطَّالقَانِي فِي إِضَافَة هَذِه الْعِبَادَة اليه تَعَالَى خَمْسَة وَخَمْسُونَ قولا مِنْهَا إِنَّمَا إِضَافَة اليه لِأَنَّهُ إِذا كَانَ يَوْم الْقِيَامَة تعلق خصماؤه فَيَأْخُذ زكوته وَآخر حجه وَآخر جهاده وَآخر صلَاته وَآخر تسبيحه وَيبقى على العَبْد مظالم فيريدون ان يَأْخُذُوا صَوْمه فَيَقُول لَهُم الرب تَعَالَى الصَّوْم لي وَلَيْسَ لَهُ حَتَّى تَأْخُذُوا وَلَا سَبِيل لكم على شَيْء هُوَ لي وَمِنْهَا ان جَمِيع الطَّاعَات يَقع عَلَيْهَا حواس الْخلق الا الصَّوْم فَإِنَّهُ سر بَين الله وَبَين عَبده لَا يطلع عَلَيْهِ الا الله تَعَالَى وَمِنْهَا ان هَذِه إِضَافَة الحماية حَتَّى لَا يطْمع الشَّيْطَان فِي افساده وَلَا يتجاسر على إِبْطَاله وَمِنْهَا انه مَا من طَاعَة يَفْعَلهَا الْعباد الى الله الا وَتَأْتِي الْكفَّار بصورتها لاصنامهم الا الصَّوْم وَمِنْهَا ان فِيهِ الْإِمْسَاك عَن مَحْبُوب الطباع من الْأكل وَالشرب وَالْجِمَاع والشهوات فَفِيهِ مُخَالفَة النَّفس وَمُخَالفَة النَّفس مُوَافقَة الْحق وَمِنْهَا ان فِيهِ الْإِمْسَاك عَن قَول الزُّور وَسَائِر المخالفات وَمِنْهَا انه عبَادَة اسْتَوَى فِي احكامها الْأَحْرَار وَالْعَبِيد وَمِنْهَا أَنه عبَادَة تشاكل طباع الْمَلَائِكَة المقربين لأَنهم لَا يَأْكُلُون وَلَا يشربون وَمِنْهَا انه عبَادَة خَالِيَة عَن سعى العَبْد لِأَنَّهُ امساك عَن السَّعْي فَهُوَ لله حَيْثُ خلا من سعى العَبْد فِيهِ وَمِنْهَا ان الْمَقْصُود إِظْهَار فَضله على سَائِر الْعِبَادَات كَمَا أضَاف الْمَسَاجِد الى نَفسه وان كَانَت بقاع الأَرْض كلهَا لَهُ إِظْهَارًا لفضل تِلْكَ الْبِقَاع على غَيرهَا وَمِنْهَا ان الصَّائِم يتشبه فِي صَوْمه بِصفة الله ويتخلق بخلقه وان كَانَت صِفَاته عالية عَن ان يتشبه بهَا قَالَ تَعَالَى وَهُوَ يطعم وَلَا نطعم (زجاجة)

قَوْله

[٣٨٢٥] الا أدلك على كنز من كنوز الْجنَّة قَالَ فِي النِّهَايَة أَي اجرها تدخر لقائلها والمتصف بهَا كَمَا يدّخر الْكَنْز انْتهى وَقَالَ النَّوَوِيّ وَجه الشّبَه النَّفْع والنفاسة لِأَنَّهُ استسلام وتفويض الى الله وانه لَا يملك شَيْئا من أمره انْتهى

قَوْله

<<  <   >  >>