للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[٣٩٤٢] لَا ترجعوا بعدِي كفَّارًا الخ قيل فِي مَعْنَاهُ سَبْعَة أَقْوَال أَحدهَا أَن ذَلِك كفر فِي حق المستحل بِغَيْر حق وَالثَّانِي أَن المُرَاد كفر النِّعْمَة وَحقّ الْإِسْلَام وَالثَّالِث انه يقرب من الْكفْر وَيُؤَدِّي اليه وَالرَّابِع انه فعل كَفعل الْكفَّار وَالْخَامِس المُرَاد حَقِيقَة الْكفْر وَمَعْنَاهُ لَا تكفرُوا بل دوموا مُسلمين وَالسَّادِس حَكَاهُ الْخطابِيّ وَغَيره ان المُرَاد بالكفار المتكفرون بِالسِّلَاحِ يُقَال تكفر الرجل بسلاحه إِذا لبسه قَالَ الْأَزْهَرِي فِي كِتَابه تَهْذِيب اللُّغَة يُقَال للابس السِّلَاح كَافِر وَالسَّابِع قَالَه الْخطابِيّ مَعْنَاهُ لَا يكفر بَعْضكُم بَعْضًا فتستحلوا قتال بَعْضكُم بَعْضًا واظهر الْأَقْوَال القَوْل الرَّابِع وَهُوَ اخْتِيَار القَاضِي عِيَاض وَقَوله بعدِي فَقَالَ الطَّبَرِيّ مَعْنَاهُ بعد فراقي من موقفي هَذَا وَكَانَ هَذَا يَوْم النَّحْر بمنى فِي حجَّة الْوَدَاع أَو يكون بعدِي أَي خلافي أَي لَا تخلفوني فِي أَنفسكُم بِغَيْر الَّذِي أَمرتكُم بِهِ أَو يكون تحقق صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ان هَذَا لَا يكون فِي حَيَاته فنهاهم عَنهُ بعد مماته انْتهى (نووي)

[٣٩٤٨] من قَاتل تَحت راية عمية الخ بِكَسْر عين وَضمّهَا وبكسر مِيم وبياء مشدتين أَي الْأَمر الْأَعْمَى لَا يستبين وَجهه كقاتل الْقَوْم عصبية فَهُوَ فعيلة من الْعَمى الضَّلَالَة والعصبية معاونة ظلم للتعصب والمحاماة والموافقة عَمَّن يلزمك امْرَهْ أَو تلتزمه لغَرَض وَقَوله فَقتلته جَاهِلِيَّة أَي من صَنِيع أهل الْجَاهِلِيَّة وَالْكفْر والجاهلية زمَان الفترة بَين نَبينَا وَعِيسَى عَلَيْهِم الصَّلَوَات إنْجَاح الْحَاجة

قَوْله

[٣٩٥٠] فَعَلَيْكُم بِالسَّوَادِ الْأَعْظَم أَي جملَة النَّاس ومعظمهم الَّذين يَجْتَمعُونَ على طَاعَة السُّلْطَان وسلوك النهج الْمُسْتَقيم كَذَا فِي الْمجمع فَهَذَا الحَدِيث معيار عَظِيم لأهل السّنة وَالْجَمَاعَة شكر الله سَعْيهمْ فانهم هم السوَاد الْأَعْظَم وَذَلِكَ لَا يحْتَاج الى برهَان فَإنَّك لَو نظرت الى أهل الْأَهْوَاء بأجمعهم مَعَ انهم اثْنَان وَسَبْعُونَ فرقة لَا يبلغ عَددهمْ عشر أهل السّنة واما اخْتِلَاف الْمُجْتَهدين فِيمَا بَينهم وَكَذَلِكَ اخْتِلَاف الصُّوفِيَّة الْكِرَام والمحدثين الْعِظَام والقراء الاعلام فَهُوَ اخْتِلَاف لَا يضلل أحدهم الاخر بل قيل الصُّوفِيَّة بِخَير مَا تنافروا وَقَالَ شيخ الْإِسْلَام الْأنْصَارِيّ أَي مَا لم يَأْمر أحدهم الاخر بِالْعرْفِ والمرشد وَاجْتنَاب المنهيات لم يكن فيهم خير قَالَ امام الْمُحدثين السُّيُوطِيّ فِي إتْمَام الدِّرَايَة نعتقد ان امامنا الشَّافِعِي ومالكا وَأَبا حنيفَة وَأحمد رَضِي الله تَعَالَى عَنْهُم وَسَائِر الْأَئِمَّة على الْهدى من رَبهم فِي العقائد وَغَيرهَا ونعقد ان الامام أَبَا الْحسن الْأَشْعَرِيّ امام فِي السّنة أَي الطَّرِيقَة المعتقدة وقدموه فِيهَا على غَيره ونعتقد ان طَريقَة أبي الْقَاسِم الْجُنَيْد سيد الطَّائِفَة الصُّوفِيَّة علما وَعَملا طَرِيق مقدم فَهُوَ خَال عَن الْبِدْعَة دائر على التَّدْبِير وَالتَّسْلِيم والتبري عَن النَّفس يَبْنِي على الْكتاب وَالسّنة كَذَا فِي بحرالمذاهب (إنْجَاح)

قَوْله

[٣٩٥٢] زويت لي الأَرْض أَي جمعت فِي هَذَا الحَدِيث إِشَارَة الى ان ملكه يكون مُعظم امتداده فِي جهتي الْمشرق وَالْمغْرب وَهَكَذَا وَقع قَالَه النَّوَوِيّ قلت وَفِي هَذَا الحَدِيث معجزات ظَاهره وَقد وَقعت كلهَا بِحَمْد الله واما الْملك فقد بلغ من أول الْمشرق من بِلَاد التّرْك الى اخر الْمغرب من بَحر الأندلس وبلاد البربر وَلم يَتَّسِع فِي الْجنُوب وَالشمَال وَالْمرَاد بالكنزين كنزي كسْرَى وَقَيْصَر ملكي الْعرَاق وَالشَّام (فَخر)

قَوْله وان بَين يَدي السَّاعَة دجالين أَي خلاطين بَين الْحق وَالْبَاطِل يدعونَ النُّبُوَّة لَا الإلهية وَبِه فَارق الدجالين الدَّجَّال الْأَعْظَم فَإِنَّهُ يَدعِي الإلهية وَيحْتَمل ان يُرَاد بهَا جمَاعَة يدعونَ اهواء فَاسِدَة ويسندون اعتقاداتهم الْفَاسِدَة اليه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَأَهل الْبدع كلهم (فَخر)

قَوْله دجالين كَذَّابين قَرِيبا من ثَلَاثِينَ الخ قَالَ بن حجر فِي فتح الْبَارِي مِنْهُم مُسَيْلمَة والعنسي وَالْمُخْتَار وطليحة بن خويلد وسجاح اليميمية وَتَابَ طليحة وَمَات على الْإِسْلَام فِي خلَافَة عمر وَلَيْسَ المُرَاد من يدعى النُّبُوَّة مُطلقًا فانهم لَا يُحصونَ كَثْرَة لكَون غالبهم ينشأ لَهُم عَن جُنُون أَو سَوْدَاء وَإِنَّمَا المُرَاد من قَامَت لَهُ شَوْكَة وبدت لَهُ شُبْهَة وَمِنْهُم الْمُخْتَار بن عبيد غلب على الْكُوفَة زمن بن الزبير فاظهر محبت أهل الْبَيْت ودعا النَّاس الى طلب قتلة الْحُسَيْن فَقتل كثيرا مِمَّن بَاشر ذَلِك أَو أعَان عَلَيْهِ فَأَحبهُ النَّاس ثمَّ انه زين لَهُ الشَّيْطَان دَعْوَى النُّبُوَّة انْتهى

قَوْله

<<  <   >  >>