للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[٣٩٦٧] فتْنَة تستنظف الْعَرَب بالنُّون والظاء الْمُعْجَمَة أَي تستوعبهم هَلَاكًا من استنظفته إِذا اخذته كُله (إنْجَاح)

[٣٩٧٢] قل رَبِّي الله ثمَّ اسْتَقِم وَفِي رِوَايَة مُسلم قل امنت بِاللَّه ثمَّ اسْتَقِم قَالَ بن حجر وَهَاتَانِ الجملتان منتزعتان من قَوْله تَعَالَى ان الَّذين قَالُوا رَبنَا الله ثمَّ استقاموا وَجَاء عَن أبي بكر رَضِي انه فَسرهَا بِأَنَّهُم لم يلتفتوا الى غير الله تَعَالَى وَهَذَا هُوَ غَايَة الاسْتقَامَة ونهايتها فَهَذَا الأَصْل مَا خُذ التصوف وَالْإِحْسَان لِأَنَّهَا هِيَ الدرجَة القصوى الَّتِي بهَا كَمَال للعارف والاحوال وصفاء الْقُلُوب فِي الْأَعْمَال وتنزيه العقائد عَن مفاسد الْبدع والضلال وَمن ثمَّ قَالَ الْأُسْتَاذ أَبُو الْقَاسِم الْقشيرِي من لم يكن مُسْتَقِيمًا فِي حَاله ضَاعَ سَعْيه وخاب جده وَنقل انه لَا يطيقها الا الأكابر لِأَنَّهَا الْخُرُوج عَن المألوفات ومفارقة الرسوم والعادات وَالْقِيَام بَين يَدي الله تَعَالَى على حَقِيقَة الصدْق ولعزتها أخبر صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ان النَّاس لَا يطيقونها فقد اخْرُج أَحْمد اسْتَقِيمُوا وَلنْ تُطِيقُوا وَلذَلِك قَالَ بن عَبَّاس مَا نزل على النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اية أَشد من هَذِه الْآيَة وَقَالَ رَسُول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أسْرع إِلَيْك الشيب قَالَ شيبتني هود واخواتها واخرج بن أبي حَاتِم لما نزلت هَذِه الْآيَة اغتم رَسُول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا أرى ضَاحِكا ثمَّ الْجُمْلَة الثَّانِيَة مبينَة على ان أعظم مَا يُرَاعِي استقامته بعد الْقلب من الْجَوَارِح اللِّسَان فَإِنَّهُ ترجمان الْقلب والمعبريه وَمن ثمَّ اخْرُج أَحْمد لَا يَسْتَقِيم ايمان عبد حَتَّى يَسْتَقِيم قلبه وَلَا يَسْتَقِيم قلبه حَتَّى لَا يَسْتَقِيم لِسَانه وَنسب الى الشَّافِعِي احفظ لسَانك أَيهَا الْإِنْسَان لَا يلدغنك انها ثعبان كم فِي الْمَقَابِر من قَتِيل لِسَانه كَأَنَّهُ يُخَالف لقاءه الشجعان إنْجَاح الْحَاجة

قَوْله

[٣٩٧٣] الا حصائد السنتهم أَي محصوداتها جَمِيع حصيدة بِمَعْنى محصودة شبه مَا تكسبه الْأَلْسِنَة من الْكَلَام الْحَرَام بحصائد الزَّرْع بِجَامِع الْكسْب وَالْجمع وَشبه اللِّسَان فِي تكَلمه بذلك الْكَلَام بحدة المنجر الَّذِي يحصد النَّاس بِهِ الزَّرْع (إنْجَاح)

قَوْله

[٣٩٧٦] من حسن إِسْلَام المرأ تَركه مَالا يعنيه قَالَ بن عبد الْبر رُوَاته ثِقَات وَهَذَا الحَدِيث ربع الْإِسْلَام على مَا قَالَه أَبُو دَاوُد بل قَالَ بن حجر هُوَ نصف الْإِسْلَام لِأَنَّهُ لَا يَخْلُو عَن فعل مَا لَا يَعْنِي وَترك مَالا يَعْنِي فَإِن نَظرنَا لمنطوقه الْمُصَرّح الثَّانِي كَانَ نصفا وان نَظرنَا لمفهومه كَانَ كلا وَهُوَ أصل كَبِير فِي تَهْذِيب النَّفس وتأديبها وَعَلِيهِ مدَار الطَّائِفَة الصُّوفِيَّة رَحِمهم الله تَعَالَى وَعَن الْحسن عَلامَة اعراض الله تَعَالَى عَن العَبْد ان يَجْعَل شغله فِيمَا لَا يعنيه وَنقل بن صَلَاح عَن بن أبي زيد انه قَالَ جماع اداب الْخَيْر وازمته يتَفَرَّع على أَرْبَعَة أَحَادِيث هَذَا الحَدِيث وَحَدِيث الشخين لَا يُؤمن أحدكُم حَتَّى يحب لِأَخِيهِ مَا يحب لنَفسِهِ وَحَدِيث الشَّيْخَيْنِ أَيْضا من كَانَ يُؤمن بِاللَّه وَالْيَوْم الاخر فَلْيقل خيرا أَو ليصمت وَحَدِيث البُخَارِيّ ان رجلا قَالَ يَا رَسُول الله اوصني فَقَالَ لَا تغْضب فردد مرَارًا فَقَالَ لَا تغْضب (إنْجَاح)

قَوْله

[٣٩٧٧] خير معايش النَّاس لَهُم الخ المعايش جمع معاش وَهُوَ التعيش والحيوة والهيعة صَوت تفزع مِنْهُ وَقَوله مظانه بدل اشْتِمَال أَو ظرف ليبتغي والشعفة بشين مُعْجمَة وَعين مُهْملَة رَأس الْحَبل وَحَاصِل الحَدِيث الْحَث على مجاهدة أَعدَاء الدّين ومجاهدة النَّفس والشيطان والاعراض عَن اسْتِيفَاء اللَّذَّات (إنْجَاح)

قَوْله خير معايش النَّاس لَهُم رجل مُمْسك المعايش جمع معاش قَالَ النَّوَوِيّ هُوَ الْعَيْش وَهُوَ الحيوة وَتَقْدِيره وَالله اعْلَم من خير أَحْوَال عيشهم رجل مُمْسك قَوْله ويطير على مَتنه الخ مَعْنَاهُ يُسَارع على ظَهره وَهُوَ مَتنه كلما سمع هيعة وَهُوَ الصَّوْت عِنْد حُضُور الْعَدو وَهِي بِفَتْح الْهَاء وَإِسْكَان الْيَاء والفزعة بِإِسْكَان الزائ النهوض الى الْعَدو وَمعنى يَبْتَغِي الْقَتْل مظانه يَطْلُبهُ فِي مواطنه الَّتِي يُرْجَى فِيهَا لشدَّة رغبته فِي الشَّهَادَة وَفِي هَذَا الحَدِيث فَضِيلَة الْجِهَاد والرباط والحرص على الشَّهَادَة وَقَوله رجل فِي غنيمَة فِي رَأس شعفة الْغَنِيمَة بِضَم الْغَيْن تَصْغِير الْغنم أَي قِطْعَة مِنْهَا والشعفة بِفَتْح الشين وَالْعين أَعلَى الْجَبَل انْتهى

قَوْله

[٣٩٧٨] أَي النَّاس أفضل قَالَ رجل مُجَاهِد الخ قَالَ القَاضِي هَذَا عَام مَخْصُوص وَتَقْدِيره هَذَا من أفضل النَّاس والا فَالْعُلَمَاء أفضل وَكَذَا الصديقون كَمَا جَاءَت بِهِ الْأَحَادِيث قَوْله ثمَّ امرء فِي شعب الخ فِيهِ دَلِيل من قَالَ بتفضيل الْعُزْلَة على الِاخْتِلَاط وَفِي ذَلِك خلاف مَشْهُور فمذهب الشَّافِعِي وَأكْثر الْعلمَاء ان الِاخْتِلَاط أفضل بِشَرْط رَجَاء السَّلامَة من الْفِتَن وَمذهب طوائف ان الاعتزال أفضل وَأجَاب الْجُمْهُور عَن هَذَا الحَدِيث بِأَنَّهُ مَحْمُول على الاعتزال فِي زمن الْفِتَن والحروب أَو هُوَ فِيمَن لَا يسلم النَّاس مِنْهُ وَلَا يصبر عَلَيْهِم أَو نَحْو ذَلِك من الْخُصُوص وَقد كَانَت الْأَنْبِيَاء صلوَات الله وَسَلَامه عَلَيْهِم وجماهير الصَّحَابَة وَالتَّابِعِينَ وَالْعُلَمَاء والزهاد مختلطين فيحصلون مَنَافِع الِاخْتِلَاط كشهود الْجُمُعَة وَالْجَمَاعَة والجنائز وعيادة المرضى وَحلق الذّكر وَغير ذَلِك وَأما الشّعب فَهُوَ مَا انفرج بَين جبلين وَلَيْسَ المُرَاد نفس الشّعب خُصُوصا بل المُرَاد الِانْفِرَاد والاعتزال وَذكر الشّعب مِثَالا لِأَنَّهُ خَال عَن النَّاس غَالِبا وَهَذَا الحَدِيث نَحْو الحَدِيث الاخر حِين سُئِلَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَن النجَاة فَقَالَ امسك عَلَيْك لسَانك وليسعك بَيْتك وابك على خطيتك (نووي)

قَوْله

<<  <   >  >>