[٣٩٨٢] لَا يلْدغ الْمُؤمن من جُحر مرَّتَيْنِ لِأَنَّهُ من جرب المجرب حلت بِهِ الندامة فَإِن تضرر الْمُؤمن فِي دينه مرّة وَاحِدَة لَا يقدم عَلَيْهِ كرة ثَانِيَة إنْجَاح الْحَاجة لمولانا الْمُعظم عبد الْغَنِيّ المجددي الدهلوي
[٣٩٨٤] اسْتَبْرَأَ لدينِهِ وَعرضه اسْتَبْرَأَ بِالْهَمْزَةِ أَي طلب البرأة لدينِهِ من النَّقْص ولعرضه من الطعْن فِيهِ قَالَ النَّوَوِيّ اتّفق الْعلمَاء على عظم موقع هَذَا الحَدِيث وَكَثْرَة فَوَائده فَإِنَّهُ أحد الْأَحَادِيث الَّتِي عَلَيْهَا مدَار الْإِسْلَام والحمى هُوَ المرعى الَّذِي حماه السُّلْطَان فمثال الْحَلَال البيع وَمِثَال الْحَرَام الرِّبَا فَإِنَّهُ أحل الله البيع وَحرم الرِّبَا فَإِن الرِّبَا فِي الْأَشْيَاء السِّتَّة منصوصة عَلَيْهَا وَمَا عدا ذَلِك أَمر مُبْهَم اخْتلف اراء الْمُجْتَهدين فِيهِ فالبعض جعل الْعلَّة الادخار والتقويت وَالْبَعْض المعيار والكيل وَلذَا روى بن ماجة والدارمي عَن عمر بن الْخطاب ان اخر مَا نزلت اية الرِّبَا وان رَسُول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قبض وَلم يُفَسِّرهَا لنا فدعوا الرِّبَا والريبة حَتَّى قَالُوا بترك سَبْعُونَ جُزْء من الْحَلَال الْحَرَام وَاحِد واليه الْإِشَارَة بقوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دع مَا يريبك الى مَا لَا يريبك وَقد اورد البُخَارِيّ فِي هَذَا الْبَاب مِثَالا وَأورد حَدِيث احتجاب سَوْدَة أم الْمُؤمنِينَ من عبد بن زَمعَة مَعَ اثبات النّسَب من زَمعَة لشبهه بِعتبَة بن أبي وَقاص الَّذِي اوصى الى أَخِيه سعد بن أبي وَقاص ان عبد بن زَمعَة مني فاقبضه فَبلغ النزاع الى النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَالْحَقْهُ بِعتبَة وَقَالَ احتجبي مِنْهُ يَا سَوْدَة وَمثل بِحَدِيث عقبَة الْحَارِث انه تزوج ابْنة لأبي اهاب فَأَتَت امْرَأَة فَقَالَت ارضعت عقبَة وَالَّتِي تزوج بهَا وَلم يُعلمهُ عقبَة وَلَا أحد من أهل بَيت الْمَرْأَة ذَلِك فاتى النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْمَدِينَةِ فَسَأَلَهُ فَقَالَ رَسُول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَيفَ وَقد قيل فَلم ينْه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَكِن عرضه بالمفارقة بقوله كَيفَ وَقد قيل لعدم نِصَاب الشَّهَادَة ثمَّ فِي قَوْله ان فِي الْجَسَد مُضْغَة الخ دَلِيل وَاضح لاكابر النقشبندية حَيْثُ يقدمُونَ تَهْذِيب الْقلب ويلقون فِيهِ ذكر الله تَعَالَى حَتَّى يسري الى الْجَسَد كُله فَللَّه دِرْهَم مَا أحسن برهم (إنْجَاح)
قَوْله
[٣٩٨٦] بَدَأَ الْإِسْلَام غَرِيبا الخ قَالَ فِي النِّهَايَة أَي كَانَ فِي أول امْرَهْ كوحيد لَا أهل عِنْده لقلَّة وَسَيَعُودُ أَي يقلون فِي آخرالزمان فطوبى أَي الْجنَّة للغرباء أَي للْمُسلمين فِي أَوله وَآخره لصبرهم على أَذَى الْكفَّار ولزومهم الْإِسْلَام انْتهى وَقَالَ النَّوَوِيّ قيل مَعْنَاهُ فِي الْمَدِينَة وَظَاهره الْعُمُوم وروى تَفْسِير الغرباء بنزاع من الْقَبَائِل وَقيل هم الْمُهَاجِرُونَ انْتهى
قَوْله
[٣٩٨٧] ان الْإِسْلَام بَدَأَ غَرِيبا قَالَ الرَّافِعِيّ فِي تَارِيخ قزوين قَوْله بَدَأَ ان قرئَ بِغَيْر همزَة فَهُوَ ظَاهر يُقَال بَدَأَ الشَّيْء يَبْدُو أَي ظهر وَقد يسْبق الذِّهْن الى لفظ بَدَأَ بِالْهَمْزَةِ لِأَنَّهُ ذكر الْعود على الْأَثر والابتداء والإعادة متقابلان بَدَأَ بالشَّيْء وابتدأ بِهِ وعَلى هَذَا فالمبتدأ بِهِ مَحْذُوف كَأَنَّهُ قَالَ ابْتَدَأَ الْإِسْلَام بِصُحْبَة الْقرن الأول والغريب الْبعيد عَن الوطن وسمى الْإِسْلَام فِي أول الْأَمر غَرِيبا لبعده عَمَّا كَانُوا عَلَيْهِ من الشّرك وأعمال الْجَاهِلِيَّة وَيعود غَرِيبا لفساد النَّاس اخرا وَظُهُور الْفِتَن وبعدهم عَن الْقيام بِوَاجِب الْإِيمَان انْتهى (زجاجة)
قَوْله
[٣٩٨٨] النزاع من الْقَبَائِل ذكر فِي الْقَامُوس النزيع الْغَرِيب كالنازع جمعه نزاع انْتهى وَفِي رِوَايَة التِّرْمِذِيّ ورد تفسيرهم الَّذين يصلحون مَا افسد النَّاس من بعدِي من سنتي أَي يعْملُونَ بهَا ويظهرونها على قدر طاقتهم فَهَذَا الرجل يصبح فِي قومه مُعْتَزِلا مَهْجُورًا كالغريب لِأَنَّهُ سنة الله الَّتِي قد خلت من قبل بالرسل والأنبياء وَلَكِن الله يعنيهم فَإِن الْعَاقِبَة لِلْمُتقين وَلذَا ورد الْعِبَادَة فِي الْهَرج كهجرة الى كَمَا مر (إنْجَاح)
قَوْله
[٣٩٨٩] يخرجُون من كل غبراء مظْلمَة أَي من عُهْدَة كل مَسْأَلَة مشكلة وبلية معضلة قَالَ الطَّيِّبِيّ هُوَ كِنَايَة عَن حقارة مساكنهم وانها مظْلمَة مغبرة لفقدان أَدَاة مَا يتنور ويتنظف بِهِ وَورد الابدال من الموَالِي حَالهم كَذَلِك وَهَذَا الْفقر اخْتِيَاري والا فهم سلاطين الدُّنْيَا وَالْآخِرَة وَنعم مَا قيل بِالْفَارِسِيَّةِ درسفالين كاسه رندان بخوارى منكريد كين حريفان فدمت جَام جمال بَين كرده اند قد سيال بِي بيره إند أزرعة كاس الْكِرَام أَيْن تطاول بَين كه با عشاق مِسْكين كروه إندو (إنْجَاح)