للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[٣٩٩٠] لَا تكَاد تَجِد فِيهَا رَاحِلَة فَكَذَا النَّاس لَا تَجِد فيهم من يحمل الْأَمَانَة من الْعلم والعرفان الا وَاحِدًا بعد وَاحِد وَهَذَا فِي اوان النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ والا فَلَا تَجِد فِي الف الف على هَذَا الْمِثَال قَالَ الله تَعَالَى إِنَّا عرضنَا الْأَمَانَة على السَّمَاوَات وَالْأَرْض وَالْجِبَال فابين ان يحملنها واشفقن مِنْهَا وَحملهَا الْإِنْسَان انه كَانَ ظلوما جهولا قَالَ الشَّيْخ الامام الرباني المجدد الالف الثَّانِي انه ظلوما على نَفسه بِحَيْثُ يُغني نَفسه فِي ذَات الله تَعَالَى لَا يبْقى لَهَا اثر ثمَّ يجهل ويتحير وَهَذِه الْحيرَة مقَام الْعلمَاء الصديقين وعد الشَّيْخ مقَام الْحيرَة والنكارة أَعلَى مقَام الْمعرفَة إِذا عرف الله كل لِسَانه وَلما سمع بعض الأكابر عَن بعض المشائخ انه يعبر عَن الْقرب فَقَالُوا قُولُوا لَهُ الْمقَام الَّذِي ظن فِيهِ الْقرب هُوَ عين الْبعد إنْجَاح الْحَاجة

[٣٩٩٥] زهرَة الدُّنْيَا أَي نعيمها وَقَوله اياتي الْخَيْر أَي حُصُول الْغَنَائِم الَّذِي هُوَ خير هَل يكون سَببا للشر (إنْجَاح)

قَوْله اياتي الْخَيْر بِالشَّرِّ أَي تصير النِّعْمَة نقمة وَقد سمى الله المَال خيرا فِي وانه لحب الْخَيْر لشديد وَقَوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ان الْخَيْر لَا يَأْتِي الا بِخَير يَعْنِي ان الْخَيْر الْحَقِيقِيّ لَا يَأْتِي الا بِالْخَيرِ لَكِن هَذَا لَيْسَ خيرا حَقِيقِيًّا لما فِيهِ من الْفِتْنَة والاشتغال عَن الإقبال الى الله وَقَوله أَو خير بِفَتْح وَاو إِنْكَار كَون كل الزهرة خيرا بل فِيهَا مَا يؤوى الى الْفِتَن (فَخر)

قَوْله يقتل حَبطًا أَو يلم قَالَ فِي النِّهَايَة الحبط بالحركة الْهَلَاك ويلم يقرب أَي يدنو من الْهَلَاك وَالْخضر بِكَسْر الضَّاد نوع من الْبُقُول لَيْسَ من اصرارها وجيدها وثلط الْبَعِير يثلط إِذا ألْقى رجيعه سهلا رَقِيقا ضرب فِي هَذَا الحَدِيث مثلين أَحدهمَا للمفرط فِي جمع الدُّنْيَا وَالْمَنْع من حَقّهَا والاخر للمقتصد فِي اخذها والنفع بهَا فَقَوله ان كل مَا ينْبت الخ مثل للمفرط الاخذ بِغَيْر حَقّهَا فَإِن الرّبيع ينْبت احرار الْبُقُول فتستكثر الْمَاشِيَة مِنْهُ لاستطابتها إِيَّاه حَتَّى تنتفخ بطونها عِنْد مجاوزتها حد الِاحْتِمَال فَتَنْشَق امعائها فتهلك أَو تقَارب الْهَلَاك وَكَذَا جَامع الدُّنْيَا من غير حل ومانعها من الْمُسْتَحق قد تعرض للهلاك بالنَّار وبأذى وحسدهم إِيَّاه وَغير ذَلِك وَقَوله الا اكلة الْخضر مثل للمقتصد فَإِنَّهُ لَيْسَ من جيد الْبُقُول الَّتِي ينبتها الرّبيع بتوالي امطاره فتحسن وتنعم وَلكنه من الْبُقُول الَّتِي ترعاها الْمَوَاشِي بعد هيج الْبُقُول ويبسها حَيْثُ لَا تَجِد سواهَا وَتسَمى الجبنة فَلَا تكْثر الْمَاشِيَة مِنْهَا فَأَكَلتهَا مثل لمن يقْتَصر فِي أَخذ الدُّنْيَا فَهُوَ ينجو من وبالها كَمَا نجت آكِلَة الْخضر فَإِنَّهَا إِذا شبعت مِنْهَا بَركت مُسْتَقْبلَة عين الشَّمْس تستمرئ مَا أكلت وتجتر وتثلط فتزول الحبط فَإِنَّهُ بالامتلاء وَعدم الثلط وانتفاخ الْجوف بِهِ انْتهى

قَوْله يقتل حَبطًا الحبط انتفاخ الْبَطن من الامتلاء وَهِي التُّخمَة أَو يلم أَي يقرب من الْقَتْل قَوْله فثلطت أَي القت روثها رَقِيقا سهلا إِشَارَة الى ان ضررها كثير ونفعها مَشْرُوط بالشرائط وَلذَا قَالَ بعض المشائخ الْفُقَرَاء لبَعض المشائخ الاغنياء مَالك تتلوث بالدنيا قَالَ من كَانَ عِنْده رقية الْحَيَّة لَا يضرّهُ السم فَقَالَ مَا الضَّرُورَة فِي لداغ الْحَيَّة اولا ثمَّ العلاج بالرقية وَلذَا ذهب الْجُمْهُور من الصُّوفِيَّة الْكِرَام ان الْفَقِير

الصابر أفضل من الْغَنِيّ الشاكر (إنْجَاح)

قَوْله الا اكلة الْخضر بِوَزْن فاعلة أَي من جملَة مَا ينبته الرّبيع شَيْء تقتل الا الخضراء إِذا اقتصد فِيهِ آكله وروى الا بخفة لَام استفتاحية أَي الا انْظُر والاكلة واعتبروا بهَا كرماني

قَوْله

[٣٩٩٦] فتجعلون بَعضهم على رِقَاب بعض وَفِي رِوَايَة البُخَارِيّ فتحملون يَعْنِي لَا يكفيكم هَذِه الصِّفَات حَتَّى تأخذون حُقُوق مَسَاكِين الْمُهَاجِرين وَلَا يبْقى لَهُم مَا يرتحلون فتحملون اثم ضعفائهم على رِقَاب اقويائهم قبل ارتحالهم قد وَقع كُله فِي فتْنَة عُثْمَان ذكره بن الْملك فِي شرح الْمَشَارِق وَقد تشبث الرافضة فضحهم الله تَعَالَى فِي الطعْن على الصَّحَابَة بِهَذَا الحَدِيث بِأَنَّهُم صَارُوا كَذَلِك بعد موت النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَكِن لَا يخفى ان قَوْله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثمَّ تنطلقون الى مَسَاكِين الْمُهَاجِرين يشْعر ان هَذِه الْفرْقَة غير الْمُهَاجِرين بل الْمُهَاجِرُونَ هم المظلمون وَلم يَقع هَذَا الْأَمر من الْأَنْصَار أَيْضا لِأَنَّهُ لَو كَانَ كَذَلِك لنقل إِلَيْنَا فَلم يبْق محمله الا الْفرْقَة الْفَاجِرَة كمروان بن الحكم واشتر النَّخعِيّ هَذَا مُخْتَصر مَا ذكره شيخ مشائخنا الشَّيْخ عبد الْعَزِيز الدهلوي فِي التُّحْفَة (إنْجَاح)

قَوْله

[٣٩٩٧] الى الْبَحْرين قَالَ الْكرْمَانِي هُوَ بلد بَين الْبَصْرَة وعمان قَالَ فِي النِّهَايَة هُوَ بِفَتْح بَاء أَو ضمهَا مَوضِع بِنَاحِيَة الْفَرْع من الْحجاز لَهُ ذكر فِي سَرِيَّة بن جحش انْتهى

قَوْله

[٤٠٠٠] ان الدُّنْيَا خضرَة حلوة أَي لذيذة فِي قُلُوب النَّاس وناعمة طرية فِي اعينهم وَالْعرب يُسمى الشَّيْء الناعم خضرًا تَشْبِيها لَهُ بالخضراوات فِي سرعَة زَوَالهَا فَفِيهِ بَيَان انها غدارة وتفتن النَّاس بحسنها ولذتها وَقَوله مستخلفكم أَي جاعلكم خَليفَة أَي وَكيلا فَفِيهِ ان أَمْوَالكُم لَيست لكم بل الله سُبْحَانَهُ جعلكُمْ فِي التَّصَرُّف فِيهَا بِمَنْزِلَة وكلاء أَو جاعلكم خلفاء للْأَرْض مِمَّن كَانَ قبلكُمْ واعطاكم مَا كَانَ فِي أَيْديهم لمعات

قَوْله

<<  <   >  >>