للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[٤٠٠٣] يَا معشر النِّسَاء تصدقن الخ قَالَ النَّوَوِيّ فِي هَذَا الحَدِيث اسْتِحْبَاب وعظ النِّسَاء وتذكيرهن الْآخِرَة واحكام الْإِسْلَام حقهن على الصَّدَقَة وَهَذَا إِذا لم يَتَرَتَّب على ذَلِك مفْسدَة وَخَوف على الْوَاعِظ والموعوظ وَغَيرهمَا قَوْله فَإِنِّي رأيتكن أَي على طَرِيق الْكَشْف أَو سَبِيل الْوَحْي انْتهى قَوْله فَقَالَت امْرَأَة مِنْهُنَّ جزلة أَي تَامَّة أَو ذَات كَلَام جزل أَي قوى شَدِيد قَوْله وتكفرن العشير قَالَ أهل اللُّغَة العشير المعاشر والمخالط وَحمله الْأَكْثَرُونَ على الزَّوْج وَقَالَ الاخرون هُوَ كل مخالط قَالَ الْخَلِيل يُقَال هُوَ العشير وَالشعِير على الْقلب وَمعنى الحَدِيث انهن يجحدن الْإِحْسَان لضعف عقلهن وَقلة معرفتهن فيستدل على ذمّ من يجْحَد إِحْسَان ذِي إِحْسَان وَقَالَ الْكرْمَانِي أَي تجحدن نعْمَة الزَّوْج وتستقلين مَا كَانَ مِنْهُ ويستدل من التوعيد بالنَّار على كفرانه وَكَثْرَة اللَّعْن على انهما من الْكَبَائِر انْتهى قَوْله للب الرجل اللب الْعقل الحازم أَي الضَّابِط امْرَهْ فَمَا ظَنك لغيره قَوْله فَهَذَا من نُقْصَان الْعقل وَلذَا قَالَ الله تَعَالَى ان تضل إِحْدَاهمَا فَتذكر إِحْدَاهمَا الْأُخْرَى قَوْله فَهَذَا من نُقْصَان الدّين لِأَنَّهَا حرمت من ثَوَاب الصَّلَاة هَكَذَا قَالُوا (فَخر)

[٤٠٠٤] قبل ان تدعوا فَلَا يُسْتَجَاب لكم أَي قبل ان ينزل عَلَيْكُم الْبلَاء بِسَبَب الْمعاصِي لِأَن الْبلَاء إِذا نزل لَا ينفع الدُّعَاء حِينَئِذٍ غَالِبا وَفِيه اشعار انه لَا بُد للْعُلَمَاء ان يامروا بِالْمَعْرُوفِ وينهوا عَن الْمُنكر والا فهم أَيْضا شُرَكَاء المرتكبين فِي الْوزر (إنْجَاح)

قَوْله

[٤٠٠٥] انكم تقرؤن هَذِه الْآيَة يَعْنِي تجرونها على عمومها ويمتنعون عَن الْأَمر بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْي عَن الْمُنكر وَلَيْسَ الْأَمر كَذَلِك فَإنَّا سمعنَا الخ وَذكر هَذِه لِأَن الْآيَة نزلت فِي أَقوام امروا ونهوا فَلم ينفع ذَلِك مِنْهُم وَحِينَئِذٍ فقد اتوا بِمَا عَلَيْهِم واهتدوا فَلَا يضرهم ضلال أُولَئِكَ بعد اتيانهم بِمَا عَلَيْهِم وَقيل ذَلِك إِذا علم عدم التَّأْثِير فَيسْقط الْوُجُوب ذكره السَّيِّد (إنْجَاح)

قَوْله

[٤٠٠٦] ان يكون اكيله الخ الاكيل فعيل من الْأكل والشريب فعيل من الشَّرَاب أَي يكون صاحبا لَهُ فِي الْأكل وَالشرب وَلَا يحْتَرز مِنْهُ (إنْجَاح)

قَوْله فتاطروه على الْحق اطرا أَي لَا ينجون من الْعَذَاب حَتَّى يميلوهم من جَانب الْكفْر وَالْفِسْق الى جَانب الْحق وَالتَّقوى من اطرأت الْقوس إِذا احنيتها أَي يمنعوهم من الظُّلم ويميلوهم عَن الْبَاطِل الى الْحق وَفِي رِوَايَة أبي دَاوُد لتقصرنه على الْحق قصر أَي لتحبسوهم عَلَيْهِ (إنْجَاح)

قَوْله

[٤٠٠٧] الا لَا يمنعن رجلا هَيْبَة النَّاس الخ قلت الهيبة قد تكون بخوف تلف النَّفس وَالْمَال فالامر للعزيمة لَا للْوُجُوب فَإِن الْإِجْمَاع على ان الْأَمر بِالْمَعْرُوفِ يسْقط فِي هَذِه الْحَالة بل يجوز اجراء كلمة الْكفْر على اللِّسَان لقَوْله تَعَالَى الا من أكره وَقَلبه مطمئن بِالْإِيمَان وَقد يَجِيء فِي الْبَاب الَّاتِي مَا يدل على ذَلِك لَكِن الْعَزِيمَة فعله لِأَن أفضل الْجِهَاد كلمة عدل عِنْد سُلْطَان جَائِر وَقد فعل ذَلِك أَبُو سعيد حِين بنى كثير بن الصَّلْت منبرا فِي الْمصلى وَقدم مَرْوَان الْخطْبَة على الصَّلَاة فِي يَوْم الْعِيد وَأما الهيبة بِسَبَب الطعْن والملامة فَلَيْسَتْ بِشَيْء وَلَا يبعد ان تكون هِيَ مُرَادة فِي الحَدِيث فقد ورد قل الْحق وَلَو كَانَ مرا وَلَا تخف فِي الله لومة لائم فعلى هَذَا الحَدِيث على ظَاهره لَيْسَ للتأويل فِيهِ مساغ (إنْجَاح)

قَوْله

[٤٠٠٩] هم أعز مِنْهُم وامنع أَي الشَّوْكَة والمنعة لَهُم والمرتكبون اقلاء فَأَما إِذا كَانُوا أَكثر من ضعفين فقد دخلُوا فِي حد المنعة والشوكة فَيسْقط عَنْهُم الْأَمر بِالْمَعْرُوفِ (إنْجَاح)

قَوْله

[٤٠١٠] من عَجَائِز رها بَينهم قَالَ فِي النِّهَايَة الرهبان جمع رَاهِب وَقد يَقع على الْوَاحِد وَيجمع على رهابين ورهابنة والرهبنة فعلنة أَو فعللة والرهبانية منسوبة الى الرهبنة وَمِنْه لَا رَهْبَانِيَّة فِي الْإِسْلَام كَانَ النَّصَارَى يترهبون بالتخلي من اشغال الدُّنْيَا وَترك ملاذها وَالْعُزْلَة عَن أَهلهَا وتعمد مشاقها فَمنهمْ من يخصي نَفسه وَيَضَع السلسلة فِي عُنُقه وَغير ذَلِك من أَنْوَاع التعذيب فنفاها عَن الْإِسْلَام وَمِنْه عَلَيْكُم بِالْجِهَادِ فَإِنَّهُ رَهْبَانِيَّة أمتِي يُرِيد ان الرهبان وان تركُوا الدُّنْيَا فَلَا ترك أَكثر من بذل النَّفس وكما انه لَا أفضل من الترهب عِنْدهم فَفِي الْإِسْلَام لَا أفضل من الْجِهَاد انْتهى قَوْله قلَّة لمن مَاء هُوَ بِضَم الْقَاف جرة عَظِيمَة تسع قربتين أَو أَكثر وَقَالَ الطَّيِّبِيّ هُوَ جرة تسع خمس مائَة رَطْل وَجمعه قلال (فَخر)

قَوْله فخرت خريخر بِالضَّمِّ وَالْكَسْر إِذا سقط من علو وخر المَاء يخر بِالْكَسْرِ أَي سَقَطت الى الأَرْض قَوْله يَا غدر هُوَ كعمر معدول من غادر وَالْأُنْثَى غدار كقطام قَوْله كَيفَ يقدس الله امة أَي كَيفَ يطهرها (فَخر)

قَوْله

<<  <   >  >>