[٤٠٢١] قَالَ دَوَاب الأَرْض أَي قَالَ فِي تَفْسِير قَوْله اللاعنون دَوَاب الأَرْض أَي سكانها من الدَّوَابّ والحشرات وَغَيرهمَا وَهِي تَتِمَّة اية ان الَّذين يكتمون مَا انزلنا من الْبَينَات وَالْهدى من بعد مَا بَيناهُ للنَّاس فِي الْكتاب أُولَئِكَ يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون (إنْجَاح)
[٤٠٢٢] لَا يزِيد فِي الْعُمر الا الْبر المُرَاد بازدياد الْعُمر بركته بأعمال الْخَيْر والبار من يصل الرَّحِم وَقَالَ النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْسَ الْوَاصِل بالمكافئ وَلَكِن الْوَاصِل الَّذِي إِذا قطعت رَحمَه وصل رَوَاهُ البُخَارِيّ وَقَوله وَلَا يرد الْقدر الا الدُّعَاء أَي وَلَا الْقدر الْمُعَلق (إنْجَاح)
قَوْله لَا يزِيد فِي الْعُمر الا الْبر قَالَ المغيث قيل أَرَادَ زِيَادَة الرزق فقد روى اوحى الى مُوسَى ان يَمُوت عَدوك ثمَّ رَآهُ مُوسَى بعد فَقَالَ يَا رب وَعَدتنِي بإماتته فَقَالَ قد افقرته وَلذَا قيل الْفقر هُوَ الْمَوْت الْأَكْبَر فبقياسه سمى الْغنى حَيَاة وَزِيَادَة عمر وَقيل أَرَادَ انه يوفق لصَلَاة اللَّيْل فَإِن النّوم أَخ الْمَوْت وَقيل يخلد لَهُ الثَّنَاء الْحسن فَإِنَّهُ الْعُمر الثَّانِي وَقيل قضى لَهُ ان وصل رَحمَه فعمره كَذَا والا فَكَذَا وَقيل هُوَ على ظَاهره فَإِنَّهُ يمحو الله مَا يَشَاء وَيثبت قَالَ الزَّرْكَشِيّ وَاعْترض بعض فضلاء الْعَصْر بَان نَحْو زِيَادَة الرزق وَغَيره من المقدرات فِي الازل كالعمر فَلَا يُفِيد التَّأْوِيل بِهِ قلت لَعَلَّ غَرَض التَّأْوِيل منافاته نصا فَإِذا جَاءَ اجلهم لَا يَسْتَأْخِرُونَ عَن مُعَارضَة الْقَضَاء انْتهى وَقَالَ الطَّيِّبِيّ مَعْنَاهُ إِذا ابر لَا يضيع عمره فَكَأَنَّهُ زَاد فَإِن من بورك فِي عمره يتدارك فِي يَوْم وَاحِد من فضل الله مَا لَا يتدارك غَيره فِي السّنة وَقيل قدر أَعمال الْبر اسبابا لطوله وسمى زِيَادَة بِاعْتِبَار طوله انْتهى
قَوْله
[٤٠٢٣] قَالَ الْأَنْبِيَاء أَي هم أَشد النَّاس بلَاء أَي فِي الِابْتِدَاء لأَنهم يتلذذون بالبلاء كَمَا يتلذذ غَيرهم بالنعماء لأَنهم لَو لم يبتلوا ليوهم فيهم الالوهيته وليتوهن على الْأمة الصَّبْر على البلية وَهَذَا مَا قَالَه على الْقَارِي فِي الْمرقاة وَلِأَن من كَانَ أَشد بلَاء كَانَ أَشد تضرعا والتجاء الى الله تَعَالَى فَلَا يلهو عَن ذكر الله تَعَالَى هَذَا مَا يُسْتَفَاد من كَلَام الْغَزالِيّ ثمَّ الامثل فالامثل أَي الْأَشْرَف والاعلى فِي الْمرتبَة والمنزلة فالاشرف والاعلى (إنْجَاح)
قَوْله
[٤٠٢٦] نَحن أَحَق بِالشَّكِّ أَي لم يشك إِبْرَاهِيم عَلَيْهِ السَّلَام فَإِنَّهُ لَو كَانَ شكّ شككنا أَيْضا لأَنا على مِلَّته ذكر شَيخنَا المجدد ان الْعَارِف الْكَامِل مَتى توجه الى هِدَايَة الْخلق عرضت لَهُ مُنَاسبَة بالعوام لِأَنَّهُ لَو لم يكن لَا نسد بَاب النَّفْع فَمن كَانَ رُجُوعه الى الْخلق أكمل كَانَ ارشاده اوفر قَالَ المرتعش مَا وجدت باطني بباطن الْخَواص الا وجدت ظاهري بِظَاهِر الْعَوام فَرُبمَا يحْتَاج الى الِاسْتِدْلَال فَلَمَّا كَانَ إرشاد نَبينَا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَعم كَانَ ظَاهره مَعنا أتم وَلذَا قَالَ لارهبانية فِي الْإِسْلَام فعلى هَذَا كَانَ أَحَق بِالشَّكِّ من إِبْرَاهِيم عَلَيْهِ السَّلَام ثمَّ طلب الدَّلِيل قد يكون بِالشَّكِّ وَقد يكون لإيضاح الْحق وَهَذَا من الْقسم الثَّانِي كَمَا انك إِذا سَمِعت صَوت زيد فِي الظلمَة تشْتَهي ان ترى شخصه وَلَيْسَ ذَلِك للشَّكّ بل للايضاح وَعَلِيهِ يحمل قَوْله تعلى فَإِن كنت فِي شكّ مِمَّا انزلنا إِلَيْك فاسئل الَّذين يقرؤون الْكتاب من قبلك الخ فَمَا كَانَ شاكا فِي ذَلِك فَلذَلِك قَالَ لم اشك وَلم اسْأَل (إنْجَاح)
قَوْله نَحن أَحَق بِالشَّكِّ من إِبْرَاهِيم قَالَ فِي النِّهَايَة لما نزلت رب ارني كَيفَ تحيي الْمَوْتَى قَالَ قوم شكّ إِبْرَاهِيم وَلم يشك نَبينَا فَقَالَ لَهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تواضعا أَي انا لم اشك وانا دونه فَكيف يشك هُوَ انْتهى قَالَ النَّوَوِيّ أَي الشَّك مُسْتَحِيل فِي الْأَنْبِيَاء والا كنت أَحَق بِهِ مِنْهُ وَقد علمْتُم انى لم اشك واظهر مَا قيل فِي سوال الْخَلِيل انه أَرَادَ الطُّمَأْنِينَة بِعلم كَيْفيَّة الاحياء مُعَاينَة قَالَ الطَّيِّبِيّ إِذْ لَيْسَ الْخَبَر كالمعاينة ٤ قَول وَيرْحَم الله لوطا الخ هَذَا استعظام مَا بَدَأَ مِنْهُ إِذْ لَا ركن أَشد واقوى من الله سُبْحَانَهُ وعصمته إِيَّاه وَقَوله لاجبت الدَّاعِي فِيهِ احماد لصبر يُوسُف عَلَيْهِ السَّلَام (إنْجَاح)
قَوْله
[٤٠٢٧] لَيْسَ لَك من الْأَمر شَيْء أَي انك لَا تهدي من أَحْبَبْت وَلَكِن الله يهدي من يَشَاء وَعَلَيْك ان تصبر على اذاهم فَإنَّك بعثت رَحْمَة للْعَالمين وَقد ورد عَنهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اللَّهُمَّ اهد قومِي فَإِنَّهُم لَا يعلمُونَ وَالْجُمْلَة الأولى وَهِي قَوْله كَيفَ يفلح قوم الخ لَيْسَ بِالدُّعَاءِ عَلَيْهِم بل تعجب من فلاحهم فنفى الله عز وَجل ذَلِك الْعجب ولنعم مَا قيل كرّ بكغر كشد سر سياه كارتي بود بِعَفْو توجيثم وأميد وأرتا إنْجَاح الْحَاجة
قَوْله
[٤٠٢٩] مَا يُصَلِّي إِلَّا سرا وَقع ذَلِك فِي فتْنَة الْحرَّة روى عَن سعيد بن الْمسيب انه اختفى فِي مَسْجِد النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زمن الْحرَّة ثَلَاثًا فَكَانَ لَا يعرف وَقت الصَّلَاة الا بهمهمة يسْمعهَا من قبر النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَوَاهُ الدَّارمِيّ لَكِن لَا يخفي ان حُذَيْفَة لم يبْق الى زمن الْحرَّة بل مَاتَ فِي خلَافَة عَليّ فَلَعَلَّهُ أَشَارَ بِهِ الى فتْنَة عُثْمَان رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ (إنْجَاح)
قَوْله