[٤٠٣٠] ان الْخضر الخ قَالَ النَّوَوِيّ جُمْهُور الْعلمَاء على انه حَيّ مَوْجُود بَين اظهرنا وَذَلِكَ مُتَّفق عَلَيْهِ عِنْد الصُّوفِيَّة وَأهل الصّلاح والمعرفة وحكاياتهم فِي روية الِاجْتِمَاع بِهِ وَالْأَخْذ عَنهُ وسواله وَجَوَابه ووجوده فِي الْمَوَاضِع الشَّرِيفَة ومواطن الْخَيْر أَكثر من ان يحصر واشهر من ان تسطر وَقَالَ الشَّيْخ أَبُو عَمْرو بن الصّلاح هُوَ حَيّ عِنْد جَمَاهِير الْعلمَاء وَالصَّالِحِينَ والعامة مَعَهم فِي ذَلِك قَالَ وَإِنَّمَا شَذَّ بانكاره بعض الْمُحدثين قَالَ الْجرْمِي الْمُفَسّر وَأَبُو عَمْرو هُوَ نَبِي وَاخْتلفُوا فِي كَونه مُرْسلا وَقَالَ الْقشيرِي وكثيرون هُوَ ولي وَحكى الْمَاوَرْدِيّ فِي تَفْسِيره ثَلَاثَة أَقْوَال أَحدهَا نَبِي وَالثَّانِي ولي وَالثَّالِث انه من الْمَلَائِكَة وَهَذَا غَرِيب بَاطِل قَالَ الْمَازرِيّ اخْتلف الْعلمَاء فِي الْخضر هَل هُوَ نَبِي أَو ولي قَالَ وَاحْتج من قَالَ بنبوته بقوله وَمَا فعلته عَن أَمْرِي فَدلَّ على انه نَبِي اوحي اليه وَبِأَنَّهُ اعْلَم من مُوسَى وَيبعد ان يكون ولي اعْلَم من نَبِي وَأجَاب الاخرون بِأَنَّهُ يجوز ان يكون قد اوحى الله الى نَبِي فِي ذَلِك الْعَصْر ان يَأْمر الْخضر بذلك وَقَالَ الثَّعْلَبِيّ الْمُفَسّر الْخضر نَبِي معمر على جَمِيع الْأَقْوَال مَحْجُوب عَن الابصار يَعْنِي عَن أبصار أَكثر النَّاس قَالَ وَقيل انه لَا يَمُوت الا فِي آخر الزَّمَان حِين يرفع الْقُرْآن وَذكر الثَّعْلَبِيّ ثَلَاثَة أَقْوَال فِي ان الْخضر كَانَ فِي زمن إِبْرَاهِيم الْخَلِيل عَلَيْهِ السَّلَام أم بعده بِقَلِيل أم بِكَثِير كنية الْخضر أَبُو الْعَبَّاس واسْمه بلياء بموحدة مَفْتُوحَة ثمَّ لَام سَاكِنة ثمَّ مثناة تحتية بن ملكان بِفَتْح الْمِيم واسكان اللَّام وَقيل كليان قَالَ بن قُتَيْبَة فِي المعارف قَالَ وهب بن مُنَبّه اسْم الْخضر بليا بن ملكان بن قَانِع بن عَامر بن شالخ بن ارفخشد بن سَام بن نوح قَالُوا وَكَانَ أَبوهُ من الْمُلُوك وَاخْتلفُوا فِي لقبه بالخضر فَقَالَ الْأَكْثَرُونَ لِأَنَّهُ جلس على فَرْوَة بَيْضَاء فَصَارَت خضرًا والفروة وَجه الأَرْض وَقيل لِأَنَّهُ كَانَ إِذا صلى اخضر مَا حوله وَالصَّوَاب الأول فقد صَحَّ فِي البُخَارِيّ عَن أَي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ انما سمى الْخضر لِأَنَّهُ جلس على فَرْوَة فَإِذا هِيَ تهتز من خَلفه خضرًا انْتهى وَالْخضر بِفَتْح خاء وَكسر هَاء وَسُكُون ضاد وَكسرهَا وَالْأَكْثَر بِفَتْح خاء وَكسر ضاد
[٤٠٣١] عظم الْجَزَاء بِضَم الْعين وَسُكُون الظَّاء وَقيل بِكَسْر ثمَّ فتح أَي عَظمَة الثَّوَاب مقرون مَعَ عظم الْبلَاء كَيْفيَّة وكميته جَزَاء وفَاقا وَأَجرا طباقا قَوْله ابْتَلَاهُم بَان الْبلَاء للولاء والابتلاء للاولياء قَوْله وَمن سخط بِكَسْر الْخَاء أَي كره بلَاء الله وجزع وَلم يرض بقضاءه فَلهُ السخط (مرقاة)
قَوْله أعظم اجرامن الْمُؤمن الخ أَي لِأَن اخْتِلَاط النَّاس يُؤْذِي بِهِ بِالْحَاء شَتَّى من الايذاء ويصبر بالالام أَو التكاليف فِي الْوَاقِع فبسبب هَذَا الصَّبْر والتحمل يُؤَدِّي الى ذَلِك الْأجر الْعَظِيم وَالْجَزَاء الضخيم ومضمون ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أحسن ثَبت فِي حَقه (إنْجَاح)
قَوْله
[٤٠٣٤] ان لَا تشرك بِاللَّه لِأَن الشّرك لَا يغْفر وَفِيمَا دونه يتَوَقَّع الْمَغْفِرَة كَمَا فِي التَّنْزِيل ان الله لَا يغْفر ان يُشْرك بِهِ الْآيَة إنْجَاح الْحَاجة لمولانا الْمُعظم الشَّيْخ عبد الْغَنِيّ المجددي الدهلوي
[٤٠٣٦] سَيَأْتِي على النَّاس سنوات خداعات الخداع الْمَكْر وَالْحِيلَة وَإِضَافَة الخداع الى السنوات مجازية وَالْمرَاد أهل السنوات (إنْجَاح)
قَوْله سَيَأْتِي على النَّاس سنوات خداعات أَي يكثر فِيهَا الامطار ويقل الرّيع فَذَلِك خداعها لِأَنَّهَا تطمعهم فِي الخضب بالمطر ثمَّ تخلف وَقيل الخداعة القليلة الْمَطَر من خدع الرِّيق إِذا جف (زجاجة)
قَوْله وينطق فِيهَا الرويبضة تَفْسِيره مَا مر من حَدِيث أنس قُلْنَا يَا رَسُول الله مَا ظهر فِي الْأُمَم قبلنَا قَالَ الْملك فِي صغاركم والفاحشة فِي كباركم وَالْعلم فِي رذالتكم وَالرجل التافه الرذيل والحقير والرويبضة تَصْغِير رابضة وَهُوَ الْعَاجِز الَّذِي ربض عَن معالي الْأُمُور وَقعد عَن طلبَهَا وتاء للْمُبَالَغَة (إنْجَاح)
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute