[٤١١١] الْمُسْتَوْرد بن شَدَّاد قَالَ بن حجر الْمُسْتَوْرد بن شَدَّاد بن عمر والقرشي الفِهري حجازي نزل الْكُوفَة لَهُ ولأبيه صُحْبَة مَاتَ سنة خمس وَأَرْبَعين انْتهى
قَوْله على سخلة بِفَتْح سين فمعجمة ولد معز أَو ضَأْن ذكرا أَو أُنْثَى وَجمعه سخال (فَخر)
[٤١١٢] الا ذكر الله وَمَا وَالَاهُ أَي احبه الله من أَعمال الْبر وافعال الْقرب أَو مَعْنَاهُ مَا والى ذكر الله أَي قاربه من ذكر خير أَو تَابعه من اتِّبَاع امْرَهْ وَنَهْيه لِأَن ذكره يُوجب ذَلِك وَقَالَ المظهري مَا يُحِبهُ الله فِي الدُّنْيَا والموالاة الْمحبَّة بَين اثْنَيْنِ وَقد يكون من وَاحِد وَهُوَ المُرَاد هَهُنَا يَعْنِي مَلْعُون مَا فِي الدُّنْيَا الا ذكر الله وَمَا احبه الله مِمَّا يجْرِي فِي الدُّنْيَا قَوْله أَو عَالما أَو متعلما عطف على ذكر الله وَهُوَ مَنْصُوب على الِاسْتِثْنَاء من الْكَلَام الْمُوجب أَي لَا يحمد الا ذكر الله أَو عَالم أَو متعلم كَذَا فِي اللمعات
قَوْله الا ذكر الله وَمَا وَالَاهُ قَالَ الطَّيِّبِيّ المولاة الْمحبَّة أَي مَلْعُون مَا فِي الدُّنْيَا الا ذكر الله وَمَا احبه الله مِمَّا يجْرِي فِي الدُّنْيَا وَقيل من الْمُوَالَاة الْمُتَابَعَة وَيجوز ان يُرَاد بِمَا يوالي ذكر الله طَاعَة وَاتِّبَاع امْرَهْ وَاجْتنَاب نَهْيه لِأَن ذكره يَقْتَضِيهِ وعالما بِالنّصب وتكرير أَو عِنْد بن ماجة وَهُوَ الظَّاهِر وَفِي جَامع الْأُصُول وَالتِّرْمِذِيّ بِالرَّفْع بِمَعْنى لَا يحمد فِيهَا الا ذكر الله وعالم انْتهى
قَوْله الا ذكر الله وَمَا وَالَاهُ قَالَ الزَّرْكَشِيّ أَي احبه الله ففاعله الله ومفعوله ضميرها أَو الْمُوَالَاة الْمُتَابَعَة فالفاعل ضمير مَا وَالْمَفْعُول ضمير الذّكر وَكَذَا إِذا أُرِيد بِمَا يوالي ذكر الله طَاعَة انْتهى وَقَوله أَو عَالما أَو متعلما تَخْصِيص الْعلم بعد تَعْمِيم لشمُول مَا وَالَاهُ جَمِيع الْخيرَات تَنْبِيه على ان جَمِيع النَّاس سواهُمَا همج وعَلى ان المُرَاد بهما الْعلمَاء بِاللَّه
قَوْله الدُّنْيَا سجن الْمُؤمن وَذَا فِي جنب مَا أعد لَهُ من المثوبة وجنة الْكَافِر فِي جنب مَا أعد لَهُ من الْعقُوبَة وَقيل الْمُؤمن يسجن نَفسه عَن الملاذ ويأخذها بالشدائد وَالْكَافِر بعكسه انْتهى وَقَالَ النَّوَوِيّ لِأَنَّهُ مَمْنُوع عَن الشَّهَوَات الْمُحرمَة والمكروهة مُكَلّف بالطاعات فَإِذا مَاتَ انْقَلب الى النَّعيم الدَّائِم وَالْكَافِر بعكسه انْتهى
قَوْله ان اغبط النَّاس أَي الَّذِي يغبطه النَّاس على منَازِل قربه فِي يَوْم الْقِيَامَة أعطَاهُ الله من فَضله وَكَرمه (إنْجَاح)
قَوْله خَفِيف الحاذ أَي خَفِيف الْحَال واصله طَريقَة الْمَتْن وَمَا يَقع عَلَيْهِ للبد من ظهر الْفرس أَي خَفِيف الظّهْر من الْعِيَال لَيْسَ لَهُ عِيَال وَكَثْرَة شغل هَكَذَا فِي الْمجمع فِي مَادَّة الحوذ وَقَالَ فِي الْقَامُوس وحاذ الْمَتْن مَوضِع اللبد مِنْهُ والحاذ الظّهْر وَالشَّجر وخفيف الحاذ قَلِيل المَال والعيال انْتهى إنْجَاح ٥
قَوْله غامض فِي النَّاس الخ أَي المخفي فيهم بِحَيْثُ لَا يشار فِي دينه وَالْمرَاد بهم أهل الْبَاطِن لِأَن توجههم الى الْحق لَا يعلم غير الله تَعَالَى بِخِلَاف الْأَبْرَار فَإِن اعمالهم يظْهر على كل أحد فَإِذا حصل لَهُم حَظّ فِي الصَّلَاة أَي الاسْتِرَاحَة بهَا مناجيا بِاللَّه عَن التَّعَب الدُّنْيَوِيَّة صَارُوا من أهل الْبَاطِن وَتركُوا عمل الظَّاهِر الا مَا لَا بُد مِنْهُ وَهَذِه الْفرْقَة تسمى الملامتية وَرَئِيسهمْ الصّديق الْأَكْبَر رَضِي الله عَنهُ فَإِنَّهُ لم ينْقل عَنهُ مَا نقل عَن غَيره من الصَّحَابَة وَالتَّابِعِينَ وَالْعُلَمَاء الكاملين من الْعِبَادَات الْكَثِيرَة الشاقة بل كَانَ يَكْفِي على الْمِقْدَار الْمَفْرُوض وَمَعَ ذَلِك ورد فِي حَقه لَو وزن ايمان أمتِي مَعَ ايمان أبي بكر رَضِي لرجح ايمان أبي بكر وحقتي ذَلِك الشَّيْخ مُحي الدّين الْعَرَبِيّ وَتَبعهُ الشَّيْخ عبد الْوَهَّاب الشعراني فِي اليواقيت والجواهر وَإِنَّمَا سموا بالملامتية لأَنهم لَا يخَافُونَ فِي الله لومة لائم لعدم التفاتهم الى الْمَخْلُوقَات كَافَّة لَا لما اشْتهر بَين النَّاس انهم يتهاونون فِي بعض أُمُور الشَّرْع حاشاهم عَن ذَلِك وَتَعَالَى الله عَمَّا يَقُول الظَّالِمُونَ علو اكبيرا هَكَذَا ذكر الْعَارِف الجامي قدس سره فِي النفخات حاكيا عَن شيخ الْإِسْلَام وَلَا يخفي ان مثل هَذَا الرجل يلام فِي الْعَوام وَقَالُوا مَا لهَذَا الرَّسُول يَأْكُل الطَّعَام وَيَمْشي فِي الْأَسْوَاق فَصدق ان النِّهَايَة هِيَ الرُّجُوع الى الْبِدَايَة ثمَّ لَا يخفى ان هَذِه الصِّفَات الَّتِي ذكر فِي الحَدِيث من كَونه خَفِيف الحاذ أَي المَال وَقلة الرزق والغموض فِي النَّاس والحظ فِي الصَّلَاة وتعجيل الْمنية أَي الْمَوْت وَقلة التراث أَي الْمِيرَاث وَقلة البواكي كَانَت فِي الصّديق الْأَكْبَر رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ على وَجه الْكَمَال فَإِنَّهُ لم يفتح فِي زَمَنه فتوحات وَلم يَعش بعد النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اسنتين واشهر وحظه فِي الصَّلَاة بِحَيْثُ لَا يلْتَفت الى غَيرهَا مَشْهُور فِي الْأَحَادِيث الصِّحَاح ولغموض فِي النَّاس عل حِرْفَة البازازين وَقلة بوَاكِيهِ لقلَّة الْعِيَال مِمَّا لَا يخفى على المتأمل
قَوْله
[٤١١٨] قَالَ البذاذة القشافة أَي ترك الزِّينَة إِرَادَة للتواضع فِي اللبَاس وَغَيره وَلذَا كَانَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وسم لَا يترجل الا غبا وَيمْنَع عَن كثير الارفاه وَيكون ثَوْبه أَحْيَانًا كَثوب الزيات وَيظْهر التجمل أَحْيَانًا لإِظْهَار نعْمَة اله تَعَالَى عَلَيْهِ فَكَانَ حَاله على الِاعْتِدَال فِي كل شَيْء لَا على الافراط والتفريط (إنْجَاح)
قَوْله
[٤١١٩] إِذا رُءُوا ذكر الله عز وَجل نقل عَن سَادَاتنَا النقشبندية رَحِمهم الله تَعَالَى انهم قَالُوا إِذا لم ينفع لرجل رُؤْيَة الشَّيْخ وسكوته لم يَنْفَعهُ وعظه وَلذَا كَانُوا قَلما يمْنَعُونَ أحد من الْمُنْكَرَات حَتَّى إِذا جَاءَ صحبهم أَيَّامًا يتأثر من بركاتهم وفيوضهم وَيتْرك معائبه سَاعَة فساعة هَذَا لمن أَرَادَ صحبتهم وَمن جَاءَ زَائِرًا يعطونه بالرفق لكَي يتأثر فِيهِ كَمَا هُوَ دأب الْأَمر بِالْمَعْرُوفِ (إنْجَاح)
قَوْله
[٤١٢٠] قَالُوا رَأْيك الخ أَي الرَّأْي الْحَقِيقِيّ مَا كَانَ رَأْيك فِيهِ واما رَأينَا فِي هَذَا فَنَقُول الخ والحرى اللَّائِق (إنْجَاح)
قَوْله
[٤١٢١] ان الله يحب الخ قَالَ الرَّافِعِيّ فِي تَارِيخ قزوين اعْتبر بعد الْإِيمَان ثَلَاث صِفَات الْفقر وَالتَّعَفُّف أما ابوة الْعِيَال اما ابوة الْعِيَال والاهتمام بشأنهم ففضله ظَاهر وَفِي الحَدِيث الكاد على عِيَاله كالمجاهد فِي سَبِيل واما الْجمع بَين الْفقر وَالتَّعَفُّف فلَان الْفقر قد يكون عَن ضَرُورَة وَصَاحبه غير صابر عَلَيْهِ وَلَا رَاض بِهِ وَقد يكون بعجز وكسل فِي طلب الْكِفَايَة من جِهَات المكاسب فَإِذا انْضَمَّ إِلَيْهَا التعفف اشعر ذَلِك بِالصبرِ والقناعة والتحرز عَن التَّبعَات وركوب الْهوى انْتهى (زجاجة)
قَوْله