للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[٤١٣٠] الْأَكْثَرُونَ هم الاسفلون أَي فِي الدرجَة السُّفْلى من فُقَرَاء أهل الْإِسْلَام الا من يصرف مَاله فِي رِضَاء الرب الْمولى كَمَا يَأْتِي فِي حَدِيث آخر ويستفيد من لفظ هَكَذَا وَهَكَذَا هَذَا الْمَعْنى (إنْجَاح)

[٤١٣٢] أرصده فِي قَضَاء دين أَي امسكه لقَضَاء دين لَو لم يكن الدَّائِن حَاضرا عِنْدِي وَإِنَّمَا قَالَ يَأْتِي على ثَالِثَة لِأَنَّهُ لَا بُد لتقسيم هَذَا الْمِقْدَار من زمَان والا فَكَانَ لَا يَأْتِي عَلَيْهِ الا كَانَ يقسمهُ فَإِن فِي رِوَايَة البُخَارِيّ ان النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صلى الْعَصْر فتخطى رِقَاب بعض النَّاس الى حجر بعض نِسَائِهِ وَاعْتذر بِأَنَّهُ خلف بِالْبَيْتِ تَبرأ من الصَّدَقَة فكره ان يبيته (إنْجَاح)

قَوْله

[٤١٣٣] وَعجل لَهُ الْقَضَاء أَي الْمَوْت ثمَّ لَا يخفى ان ظَاهر هَذَا الحَدِيث يُخَالف مَا ورد فِي رِوَايَة أُخْرَى لِأَحْمَد وَالتِّرْمِذِيّ والدارمي عَن أبي بكرَة ان رجلا قَالَ يَا رَسُول الله أَي النَّاس خير قَالَ من طَال عمره وَحسن عمله وَكَذَلِكَ مَا صَحَّ من ان أَخَوَيْنِ مَاتَا فَقتل أَحدهمَا فِي سَبِيل الله وَمَات الثَّانِي بعد جُمُعَة ففضل النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الثَّانِي وَقَالَ أَيْن صلَاته بعد صلَاته وَعَمله بعد عمله أَو قَالَ صَوْمه بعد صَوْمه لما بَينهمَا كبعد مَا بَين السَّمَاء وَالْأَرْض كَمَا فِي رِوَايَة أبي دَاوُد وَالنَّسَائِيّ قلت يخْتَلف هذاالامر بِاعْتِبَار الْأَشْخَاص والاحوال فَرجل كَثْرَة المَال وَطول الْعُمر خير لَهُ وَآخر عكس ذَلِك وَتَقْدِير ذَلِك الى مُقَدّر الْأُمُور حَيْثُ قَالَ وَلَو بسط الله الرزق لِعِبَادِهِ لبغو فِي الأَرْض ونطق بِمثل قَوْلنَا الحَدِيث الْوَارِد فِي ذَلِك فَأهل الْأَعْمَال يُعْطون اجورهم على اعمالهم فطول الْعُمر وَكَثْرَة المَال خير لَهُم بِشَرْط الامن عَن الْفساد واما العارفون فجزاءهم لَا يتَوَقَّف على أَعمال الْبر بل يفضلون على حسن عرفانهم وَلَا يخفى ان الْمعرفَة تزيد فِي البرزخ ثمَّ فِي العرصات ثمَّ فِي دَار الخلود سَاعَة فساعة فَحِينَئِذٍ يصلونَ الى كَمَال الْمعرفَة وَهُوَ التَّقَرُّب ورؤية الله تَعَالَى فَيكون الْمَوْت نَافِعًا لَهُم كَمَا حَقَّقَهُ الشَّيْخ المجددي رَضِي الله عَنهُ فِي مكاتيبه واما الْأَبْرَار فحالهم خلاف حَال المقربين لِأَنَّهُ بِالْمَوْتِ تَنْقَطِع اعمالهم وَطول الْعُمر لهَذَا الْمَعْنى خير لَهُم وَبَين الْحَالَتَيْنِ بون بعيد وَوجه الْفرق ان أَعمال الْأَبْرَار لَا تكون الا لطلب الْجنَّة والهرب من النَّار وَأهل الْعرْفَان لَا يلفتون الى شَيْء من ذَلِك بل لَو فرض ان الله تَعَالَى لَا يعذب أحدا من المخلوقين كَانَ طاعتهم أَشد من السَّابِق أَو مثله روى عَن بعض الصَّالِحين انه حضر عِنْد موت بن الفارض رض فَعرض للشَّيْخ بن الفارض الجنات العلى والحور والقصور فاشمأز عَن ذَلِك وَبكى وَقَالَ رَحْمَة الله عَلَيْهِ لَو كَانَ منزلتي فِي الْحبّ عنْدكُمْ مَا قد رَأَيْت ضَيْعَة أَيَّام امنية ظَفرت وروحي بهَا رِضَاء الْيَوْم احسبها اضغاث احلام فَزَالَ عَنهُ ذَلِك فسر وَقضى نحبه رَحمَه الله تَعَالَى (إنْجَاح)

قَوْله

[٤١٣٤] يستمنحه نَاقَة فِي الْقَامُوس منحه كمنعه وضربه أعطَاهُ ومنحه النَّاقة جعل لَهُ وبرها وَوَلدهَا وَهِي المنيحة واستمنحه طلب عَطِيَّة وَلَعَلَّه كَانَ ذَلِك لفقراء أهل الصّفة وَغَيرهم وَالله اعْلَم (إنْجَاح)

قَوْله

[٤١٣٥] تعس عبد الدِّينَار وَعبد الدَّرَاهِم أَي هلك وَمِنْه قَوْله تَعَالَى ان الَّذين كفرُوا فتعسا لَهُم واضل اعمالهم قَوْله لم يَفِ أَي بيعَة الامام (إنْجَاح)

قَوْله تعس عبد الدِّينَار وَقَالَ النَّوَوِيّ هُوَ بِفَتْح عين وَكسرهَا أَي عثر أَو هلك أَو لزمَه الشَّرّ أَقْوَال انْتهى قَالَ الطَّيِّبِيّ وَقد يفتح الْعين وانتكس أَي انْقَلب على رَأسه وَهُوَ دُعَاء بالانقلاب واعاد تعس الَّذِي هُوَ الانكباب على الْوَجْه ليضم مَعَه الانعكاس الَّذِي هُوَ من الانقلاب على الرَّأْس ليترقى من الاهون الى الاغلظ وَإِذا شيك أَي شاكته شَوْكَة فَلَا انتقش أَي لَا يقدر على انتقاشها وَهُوَ اخراجها بالمنقاش أَي إِذا وَقع فِي الْبلَاء لَا يرحم عَلَيْهِ إِذْ بالترحم بِمَا هان الْخطب عَلَيْهِ وَخص انتقاش الشوك لِأَنَّهُ اهون مَا يتَصَوَّر من المعاونة فَإِذا نفى فَمَا فَوْقهَا أولى انْتهى

قَوْله وانتكس أَي بَقِي فِي النَّار مُنَكسًا رَأسه وَهُوَ دُعَاء عَلَيْهِ بالخيبة أَو انتكس امْرَهْ لِأَن من انتكس امْرَهْ فقد خَابَ قَوْله وَإِذا شيك فَلَا انتقش أَي إِذا أدخلت فِيهِ شَوْكَة فَلَا أخرجهَا أَي إِذا وَقع فِي الْبلَاء لَا يرحم عَلَيْهِ وَهُوَ بِبِنَاء الْمَجْهُول فِي الْفِعْلَيْنِ هَذَا دُعَاء عَلَيْهِ مِنْهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (إنْجَاح)

قَوْله قد افلح من هدى الى الْإِسْلَام ورزق الكفاف قَالَ فِي النِّهَايَة الكفاف مَالا يفضل عَن الشَّيْء وَيكون بِقدر الْحَاجة وَقَالَ الطَّيِّبِيّ رزق الكفاف أَي قوت يكفه عَن الْجُوع أَو عَن السوال وَهُوَ يخْتَلف باخْتلَاف الْأَشْخَاص والازمان وَالْإِسْلَام يَشْمَل جَمِيع فروعه فَالْحَدِيث من جَوَامِع الْكَلم انْتهى

قَوْله

[٤١٤٠] مَا من غَنِي وَلَا فَقير الخ هَذَا الحَدِيث أوردهُ بن الْجَوْزِيّ فِي الموضوعات واعله بنفيع فَإِنَّهُ مَتْرُوك وَهُوَ مخرج فِي مُسْند أَحْمد وَله شَوَاهِد من حَدِيث بن مَسْعُود أخرجه الْخَطِيب فِي تَارِيخه (زجاجة)

قَوْله امنا فِي سربه هُوَ بِالْكَسْرِ أَي فِي نَفسه هُوَ وَاسع السرب أَي رخى البال ويورى بِالْفَتْح وَهُوَ المسلك وَالطَّرِيق مِصْبَاح الزجاجة

قَوْله فَكَأَنَّمَا حيزت لَهُ الدُّنْيَا أَي جمعت واعطيت من حازه يحوزه إِذا قَبضه وَملكه واستبد بِهِ أَي فَلَا يَنْبَغِي لَهُ ان يصرف همته الى رزق الْغَد فَأَنَّهُ الى الان مَا احْتَاجَ اليه فَكَمَا ان الله تَعَالَى رزقه الْيَوْم يقدر عَلَيْهِ بعد ذَلِك أَيْضا قيل الْخَيْر كُله فِي كلمة وَاحِدَة لَا تطلب مَا كفيت وَلَا تضيع مَا استكفيت إنْجَاح الْحَاجة

قَوْله

<<  <   >  >>