للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[١٣٨٥] اللَّهُمَّ اني أَسأَلك الخ هَذَا الحَدِيث أخرج النَّسَائِيّ وَالتِّرْمِذِيّ فِي الدَّعْوَات مَعَ اخْتِلَاف يسير وَقَالَ التِّرْمِذِيّ حسن صَحِيح وَصَححهُ الْبَيْهَقِيّ وَزَاد فَقَامَ وَقد أبْصر وَفِي رِوَايَة فَفعل الرجل فَيرى ذكر شَيخنَا عَابِد السندي فِي رسَالَته والْحَدِيث يدل على جَوَاز التوسل والاستشفاع بِذَاتِهِ المكرم فِي حَيَاته وَأما بعد مماته فقد روى الطَّبَرَانِيّ فِي الْكَبِير عَن عُثْمَان بن حنيف الْمُقدم ان رجلا كَانَ يخْتَلف الى عُثْمَان بن عَفَّان رض فِي حَاجَة لَهُ فَكَانَ لَا يلْتَفت اليه وَلَا ينظر فِي حَاجته فلقي بن حنيف فَشكى اليه ذَلِك فَقَالَ لَهُ بن حنيف ائْتِ الْمِيضَاة فَتَوَضَّأ ثمَّ ائْتِ الْمَسْجِد فصل رَكْعَتَيْنِ ثمَّ قل اللَّهُمَّ اني أَسأَلك واتوجه إِلَيْك بنبينا مُحَمَّد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بني الرَّحْمَة يَا مُحَمَّد إِنِّي اتوجه إِلَيْك الى رَبك فتقضي حَاجَتي وتذكر حَاجَتك فَانْطَلق الرجل فَصنعَ مَا قَالَ ثمَّ أَتَى بَاب عُثْمَان فجَاء البواب حَتَّى أَخذه بِيَدِهِ فَأدْخلهُ على عُثْمَان فأجلسه مَعَه على الطنفسة فَقَالَ حَاجَتك فَذكر حَاجته فقضاها لَهُ ثمَّ قَالَ مَا ذكرت حَاجَتك حَتَّى كَانَ السَّاعَة وَقَالَ مَا كَانَت لَك من حَاجَة فاذكرها ثمَّ ان الرجل خرج من عِنْده فلقي بن حنيف الْبَقِيَّة ص ٩٩ وَلَا يلْتَفت الي حَتَّى كَلمته فِي فَقَالَ بن حنيف وَالله مَا كَلمته وَلَكِنِّي شهِدت رَسُول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ واتاه ضَرِير فَشكى اليه ذهَاب بَصَره فَقَالَ لَهُ النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَو تصبر فَقَالَ يَا رَسُول الله لَيْسَ لي قَائِد وَقد شقّ عَليّ فَقَالَ لَهُ النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ايت الْمِيضَاة وَتَوَضَّأ ثمَّ صل رَكْعَتَيْنِ ثمَّ ادْع بِهَذِهِ الدَّعْوَات قَالَ بن حنيف فوَاللَّه مَا تفرقنا وَلَا طَال بِنَا الحَدِيث حَتَّى دخل علينا الرجل كَأَن لم يكن بِهِ ضَرَر قطّ وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ من طَرِيقين نَحوه وَأخرج الطَّبَرَانِيّ فِي الْكَبِير والمتوسط بِسَنَد فِيهِ روح بن صَلَاح وثقة بن حبَان وَالْحَاكِم وَفِيه ضعف وَبَقِيَّة رِجَاله رجال الصَّحِيح وَقد كتب شَيخنَا الْمَذْكُور رِسَالَة مُسْتَقلَّة فِيهَا التَّفْصِيل من أَرَادَ فَليُرَاجع إِلَيْهَا وَذكر فِيهَا حَدِيث الْبَيْهَقِيّ وَابْن أبي شيبَة عَن مَالك الدَّار قَالَ أصَاب النَّاس قحط فِي زمَان عمر بن الْخطاب فجَاء رجل الى قبر النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ يَا رَسُول الله استسق الله لامتك فَإِنَّهُم قد هَلَكُوا فَأَتَاهُ رَسُول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مَنَامه فَقَالَ ائْتِ عمر فاقرأه السَّلَام وَأخْبرهُ والقصة مَذْكُورَة فِي الِاسْتِيعَاب لِابْنِ عبد الْبر والمسئلة الْمَذْكُورَة قد

شغفت فِيهَا النَّاس فِي زَمَاننَا وفيهَا تَفْصِيل حسن وَلَكِن لَا يَلِيق بِهَذَا الْمقَام والْحَدِيث مَا قل وَكفى خير مِمَّا كثر والهى انجاح الحا مُتَعَلقَة ص ٩٩

قَوْله

[١٣٨٦] الا احبوك أَي الا اعطيك من حبا يحبو إِذا أعطَاهُ والحباء الْعَطِيَّة وَقَوله رمل عالج بالتوصيف وَهُوَ مَا تراكم من الرمل وَدخل بعضه فِي بعض كَذَا فِي الْمجمع (إنْجَاح)

قَوْله تقْرَأ فِي كل رَكْعَة الخ قَالَ بن الْملك هَذَا الحَدِيث يدل على ان التَّسْبِيح بعد الْقِرَاءَة وَبِه اخذ أَئِمَّتنَا وَكَانَ عبد الله بن الْمُبَارك يسبح قبل الْقِرَاءَة خمس عشرَة مرّة ثمَّ بعد الْقِرَاءَة عشرا وَلَا يسبح بعد الرّفْع من السَّجْدَتَيْنِ وَالْبَاقِي كَمَا فِي الحَدِيث وَيَنْبَغِي للمتعبدان يعْمل بِحَدِيث بن عَبَّاس تَارَة وبعمل بن الْمُبَارك أُخْرَى وَهِي ان يَفْعَلهَا بعد الزَّوَال قبل الظّهْر وان يقْرَأ فِيهَا تَارَة بالزلزلة وَالْعَادِيات وَالْفَتْح الْإِخْلَاص وان يكون دُعَائِهِ بعد التَّشَهُّد قبل السَّلَام ثمَّ يسلم وَيَدْعُو لِحَاجَتِهِ فَفِي كل شَيْء ذكرته وَردت السّنة وَاخْتلف المتقدمون والمتأخرون فِي تَصْحِيح هَذَا الحَدِيث فصححه بن خُزَيْمَة وَالْحَاكِم وَحسنه جمَاعَة قَالَ الْعَسْقَلَانِي هَذَا حَدِيث حسن وَقد أَسَاءَ بن الْجَوْزِيّ بِذكرِهِ فِي الموضوعات هَذَا كُله ملتقط من الْمرقاة

قَوْله

[١٣٨٧] الا افْعَل لَك عشر خِصَال الخ المُرَاد بهَا أَنْوَاع الذُّنُوب المتعددة بقوله أَوله وَآخره الى قَوْله سره وعلانيته وَالتَّقْدِير افْعَل لَك وَاعْلَم لَك بِمَا يكفر عشر خِصَال وَقيل المُرَاد بهَا التسبيحات فَإِنَّهَا فِيمَا سوى الْقيام عشرا عشرا وَالْمعْنَى افْعَل لَك امرك بهَا كَذَا ذكره الشَّيْخ (إنْجَاح)

قَوْله

[١٣٨٩] اكنت تَخَافِينَ ان يَحِيف الله الخ الحيف الظُّلم يَعْنِي اظننت اني ظلمتك بِجعْل نوبتك لغيرك وَهَذَا منَاف لمن تصدى بِمنْصب الرسَالَة وَقَوْلها قد قلت وَمَا بِي ذَلِك أَي لَيْسَ يَلِيق بشأني ان انسبك الى الحيف وَالظُّلم وَلَكِن ذهابك الى بعض نِسَائِك لَيْسَ بحيف وظلم حَقِيقَة لِأَن الْقِسْمَة بَينهُنَّ مَا كَانَت عَلَيْهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بواجبه لقَوْله تَعَالَى ترجى من تشَاء مِنْهُنَّ وتووى إِلَيْك من تشَاء الى آخر الْآيَة انجاح الْحَاجة لمولانا الْمُعظم الشَّيْخ عبد الْغَنِيّ المجددي الدهلوي عَم فيضه

قَوْله

<<  <   >  >>