قال الشيخ المعلمي رحمه اللَّه: روى الأثرم -وهو ثقة- عن الإمام أحمد أنه قال: كان سنيد لزم حجاجًا قديمًا، وقد رأيت حجاجًا يملي عليه، وأرجو أن لا يكون حدث إلا بالصدق.
وقال عبد اللَّه بن أحمد عن أبيه: رأيت سنيدًا عند حجاج بن محمد وهو يسمع منه كتاب الجامع لابن جريج، وفيه: أخبرت عن الزهري، وأخبرت عن صفوان بن سليم، قال: فجعل سنيد يقول لحجاج: يا أبا محمد قل: ابن جريج عن الزهري، وابن جريج عن صفوان بن سليم، قال: فكان يقول له هكذا.
قال عبد اللَّه: ولم يحمده أبي فيما رآه يصنع بحجاج، وذمه على ذلك. قال أبي: وبعض تلك الأحاديث التي كان يرسلها ابن جريج أحاديث موضوعة، كان ابن جريج لا يبالي ممن أخذها.
وحكى الخلال عن الأثرم نحو ذلك، ثم قال الخلال: ونرى أن حجاجًا كان هذا منه في وقت تغيره، ونرى أن أحاديث الناس عن حجاج صحاح إلا ما روى سنيد.
أقول: هذا حدس، يرده نص الإمام أحمد كما تقدم، ومنى هذا الحدث على توهم أن في القصة ما يخدش في تثبيت حجاج، وإنما يكون الأمر كذلك لو كان إذا قيل: ابن جريج عن فلان يحمل على سماع ابن جريج من فلان، وليس الأمر كذلك، لأن ابن جريج مشهور بالتدليس، فإذا قيل: ابن جريج عن الزهري ولم يجيء بيان السماع من وجه آخر، فإنه لا يحكم بالاتصال، بل يحمل على أوهن الاحتمالين، وهو أن بين ابن
= وهكذا نقله الذهبي في تذكرة الحفاظ عن أبي حاتم، وقال في الميزان: صدقه أبو حاتم. وفي تاريخ بغداد [٨/ ٤٣ - ٤٤] ذكره أبو حاتم الرازي في جملة من شيوخه الذي روى عنهم وقال بغدادي صدوق، ووقع في التهذيب: قال ابن أبي حاتم عن أبيه: ضعيف.