للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أحدها: أنه يلزمهم في سائر الصفات التي سلموها، كالسمع والعلم والحياة، ولا يكون في حقنا إلا في جسم، ولا يكون البصر إلا من "٩/ب" حدقة, ولا السمع إلا من انخراق، والله تعالى بخلاف ذلك١.

ثانيها: أن هذا تشبيه لله بنا, وقياس له علينا, وهذا كفر.

ثالثها: أن بعض المخلوقات لم تحتج إلى مخارج في كلامها، كالأيدي والأرجل والجلود التي تتكلم يوم القيامة٣، والحجر٤ الذي سلم على النبي صلى الله عليه وسلم، والحصى الذي سبح في كفه ٥، والذراع المسمومة التي


١ قال ابن حجر في: فتح الباري: "٤٥٤/١٣" ما نصه: وكلام الله صفة من صفات ذاته، لا تشبه صفة غيره، إذا ليس يوجد شيء من صفاته في صفات المخلوقين، هكذا قرره المصنف في كتاب: "خلق أفعال العباد".
٢ في الأصل: "قياسًا".
٣ قال تعالى: {يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [النور، الآية ٢٤] , وقال تعالى: {الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} [يس: الآية ٦٥] .
٤ وهو ما رواه مسلم في: صحيحه: "١٧٨٢/٤", والترمذي في: السنن: "٥٩٢/٥"، والإمام أحمد في: المسند: "٨٩/٥"، والدارمي في: مسنده: "١٢/١", عن جابر بن سمرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أني لاعرف حجرًا بمكة كان يسلم علي قبل أن أبعث، وإني لأعرفه الآن". انظر: مجمع الزوائد: "٢٥٩/٨".
٥ أخرج البزار والطبراني في: الأوسط، وأبو نعيم, والبيهقي, عن أبي ذر قال: "كان النبي صلى الله عليه وسلم جالسًا وحده, فجئت حتى جلست إليه، فجاء أبو بكر, فسلم ثم جلس، ثم جاء عمر، ثم عثمان، وبين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم سبع حصيات، فأخذهن, فوضعهن في كفه, فسبحن حتى سمعت لهن حنينًا كحنين النحل، ثم وضعهن فخرسن، ثم أخذهن, فوضعهن في يد أبي بكر, فسبحن حتى سمعت لهن حنينًا كحنين النحل، ثم وضعهن فخرسن، ثم تناولهن, فوضعهن في يد عمر، فسبحن حتى سمعت لهن حنينا كحنين النحل، ثم وضعهن فخرسن، ثم تناولهن, فوضعهن في يد عثمان، فسبحن حتى سمعت لهن حنينًا كحنين النحل، ثم وضعهن, فخرسن، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "هذه خلافة نبوة" , وأخرج ابن عساكر نحوه, وزاد فيه: ثم صيرهن في أيدينا رجلًا رجلًا, فما =

<<  <   >  >>