بدأ بحفظ القرآن الكريم على والده الذي تولى إقراءه بنفسه من شدة اعتنائه به، وكان له من العمر عشر سنوات، ثم تيتَّم بعد ذلك، وبدأ بطلب العلم سنة / ١٠١٧هـ / لما كان له اثنتا عشرة سنة، فقرأ في الفقه على القاضي محمود بن عبد الحميد الحميدي, سبط الشيخ موسى الحجاوي, وعلى القاضي الشيخ شهاب الدين أحمد الوفائي المفلحي، حتى سنة / ١٠٢٩ هـ /.
ثم دخل مصر سنة / ١٠٢٩ هـ /، وله أربع وعشرون سنة، فقرأ في الفقه على الشيخ منصور البهوتي الحنبلي، والشيخ عبد القادر الدنوشري الحنبلي، والشيخ مرعي الكرمي، والشيخ يوسف الفتوحي سبط ابن النجار.
وأخذ القراءات عن الشيخ عبد الرحمن اليمني، والحديث عن الشيخ إبراهيم اللقاني, شيخ الجامع الأزهر، والشيخ أحمد المقرئ المغربي المالكي، والفرائض عن الشيخ محمد الشمرلسي, والشيخ زيد العابدينبن أبي دري المالكي، والعروض عن الشيخ محمد الحموي، وأخذ شيئًا من المنطق, والعربية على الشيخ محمد البابلي، وحضر دروسه كثيرًا، واستمر على ذلك إلى سنة / ١٠٣٢ هـ /, وفيها عاد إلى دمشق محملًا بإجازات الأشياخ بالفنون المذكورة وغيرها، ومأذونًا له بالتدريس والإفتاء، ومدة بقائه بمصر ثلاث سنوات، وقرأ بعد عودته لدمشق, على الشيخ عمر القاريء, في النحو والمعاني والحديث والأصول, وأجازه كتابة, واستمر في دمشق حتى سنة / ١٠٣٦هـ / ست وثلاثين وألف، وفيها توجه إلى مكة حاجًّا حجة الإسلام، فأخذ عن جماعة من علماء مكة، من أَجَلِّهِم الشيخ محمد علي بن علَّان الصديقي, وأجازه، وأخذ في المدينة عن جماعة منهم الشيخ عبد الرحمن الخياري، ثم عاد إلى دمشق، وربما كانت هذه خاتمة رحلاته في البلاد، إذ أنه سنة / ١٠٤١ هـ / تصدَّر للإقراء.