للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وليس المراد ما في الصدور، بل ما في المصحف، وأجمع السلف على أن الذي بين الدفتين كلام الله تعالى١.

قال صاحب المواقف٢ في أثناء خطبته: "وقرآنًا قديمًا ذا غايات ومواقف، محفوظًا في القلوب، مقروءًا٣ بالألسن, مكتوبًا في المصاحف"٤.

وقال السيد الشريف٥ في شرحه٦: وَصَفَ القرآن بالقدم، ثم صرح بما يدل على أنه هذه العبارات المنظمومة، كما هو مذهب السلف، حيث [قالوا] ٧: "إن الحفظ والقراءة والكتابة حادثة، لكن متعلقًا، أعني: المحفوظ والمقروء قديم".

وما يتوهم من أن ترتيب الكلمات والحروف، وعروض الانتهاء، والوقف، مما يدل على الحدوث, فباطل؛ لأن ذلك لقصور في آلات القارئ، وأما [ما] ٩ اشتهر عن الشيخ أبي الحسن الأشعري، رحمه الله تعالى: من أن القديم معنى قائم بذاته تعالى، قد عبر منها١٠ بهذه العبارات الحادثة.


١ فتح الباري: "٤٩٤/١٣", ط. السلفية.
٢ هو: عبد الرحمن بن أحمد الإيجي، تقدمت ترجمته.
٣ في الأصل: محفوظ، ومقرور، مكتوب.
٤ المواقف: "صـ ٣".
٥ علي بن محمد بن علي, المعروف بالسيد الشريف الجرجاني: فيلسوف، من كبار العلماء بالعربية, ولد في تاكو قرب استراباد سنة ٧٤٠ هـ، ودرس في شيراز، ولما دخلها تيمور سنة ٧٨٩هـ، فر الجرجاني إلى سمرقند، ثم عاد إليها بعد وفاة تيمور، فأقام إلى أن توفي سنة ٨١٦ هـ، له "التعريفات", و"شرح مواقف الإيجي", و"شرح السراجية", وغيرها كثير, الأعلام: "٧/٥".
٦ على المواقف: "٩/١".
٧ زيادة من شرح المواقف, ليست في الأصل.
٨ في شرح المواقف: القراءة.
٩ زيادة من شرح المواقف, ليست في الأصل.
١٠ هكذا في الأصل، وفي شرح المواقف: عنه.

<<  <   >  >>