للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يخفى على المتفطن في الأحكام الدينية، فوجب حمل كلام الشيخ على أنه أراد [به] ١ المعنى الثاني، فيكون الكلام النفسي عنده أمرًا شاملًا للفظ والمعنى٢جميعًا، قائمًا بذاته تعالى، وهو مكتوب في المصاحف، مقروء بالألسن، محفوظ في الصدور، وهو غير الكتابة, والقراءة, والحفظ, الحادثة, وما يقال من أن الحروف والألفاظ مرتبة متعاقبة، فجوابه: إن ذلك الترتيب٣ إنما هو في التلفظ؛ بسبب عدم مساعدة الآلة، فالتلفظ حادث، والأدلة الدالة على الحدوث يجب حملها على حدوثه٤ دون حدوث الملفوظ، جمعًا بين الأدلة، وهذا الذي ذكرناه, وإن كان مخالفًا لما عليه متأخرو أصحابنا، إلا أنه بعد التأمل تعرف حقيقته, تم كلامه٥.

وهذا الحمل لكلام الشيخ٦، هو [مما] ٧ اختاره محمد الشهرستاني٨، في كتابه المسمى "بنهاية الإقدام"٩، ولا شبهة في أنه أقرب إلى الأحكام الظاهرة المنسوبة إلى قواعد الملة, انتهى١٠.


١ زيادة من شرح المواقف, ليست في الأصل.
٢ في الأصل: لمعنى، والتصحيح من شرح المواقف.
٤ في الأصل: المتراتب، والتصحيح من شرح المواقف.
٥ في الأصل: حدوث, والتصحيح من شرح المواقف.
٦ أي: كلام صاحب المواقف، عبد الرحمن بن أحمد الإيجي لكن من مصنَّفٍ آخر غير المواقف.
٧ أي: الأشعري.
٨ زيادة من شرح المواقف، ليست في الأصل.
٩ محمد بن عبد الكريم بن أحمد، أبو الفتح الشهرستاني: من فلاسفة الإسلام, كان إماما في علم الكلام، وأديان الأمم، ومذاهب الفلاسفة، يلقب بالأفضل, ولد في شهرستان, بين نيسابور وخوارزم, سنة ٤٧٩هـ، وانتقل إلى بغداد سنة ٥١٠ هـ، فأقام ثلاث سنين، وعاد إلى بلده، وتوفي بها سنة ٥٤٨ هـ, له: "الملل والنحل", و"نهاية الإقدام في علم الكلام", وغيرها, الأعلام: "٢١٥/٦".
١٠ انظر: نهاية الإقدام في علم الكلام: "صـ ٣١٣-٣٣١", و"صـ ٣١٣-٣١٧".
١١ شرح المواقف: "٣٦٤/٢".

<<  <   >  >>