للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الإمام١ الفاضل، والرئيس٢ الكامل، الذي أبان الله به الحق عند ظهور الضلال، وأوضح به المنهاج، وقمع به بدع المبتدعين، وزيغ الزائغين، وشك الشاكين، فرحمة الله عليه من إمام مقدم، وجليل معظم، وكبير مفخم٣.

وجملة قولنا بأنَّا نقر بالله٤، وملائكته، وكتبه، ورسله، وبما جاءوا به من عنده، وبما رواه الثقات عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا نرد من ذلك شيئًا، وأن الله استوى على عرشه كما قال: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} ٥، ونقول فيما اختلفنا فيه بالرد إلى كتاب ربنا، وسنة نبينا، وإجماع المسلمين.

فإن قال٦ قائل: ما تقولون في الاستواء؟ قيل له: إن الله مستوٍ٧ على عرشه, كما قال: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} ،ونبطل تأويل من تأول بمعنى استولى.

إن هذا تفسير لم يقل٨ به أحد من السلف، من سائر المسلمين، من الصحابة والتابعين، بل أول من قال ذلك الجهمية والمعتزلة، كما قاله أبو الحسن الأشعري في كتاب المقالات، وكتاب الإبانة٩، فإنه كان معلومًا للسلف علمًا ظاهرًا، فيكون التفسير المحدث باطلًا، ولهذا قال مالك: الاستواء معلوم, وأما قوله: والكيف مجهول، فالجهل بالكيف لا ينفي علم


١ في الأصل: إلا، وسقط باقيها.
٢ في الأصل: الباسق.
٣ في الإبانة: مفهم.
٤ في الأصل: بأن الله.
٥ طه، الآية: ٥.
٦ الإبانة: "صـ ٩".
٧ في الأصل: مستوي، وفي الإبانة: استوى.
٩ مقالات الإسلاميين واختلاف المصلين: "صـ ٢٩٠"، الإبانة: "صـ ٣٤-٣٦", ط. المنيرية.

<<  <   >  >>