للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تسليم آيات الصفات، وعدم تأويلها، ألا ترى إلى جواب مالك, لما سئل عن الاستواء


= وطبقته، ثم الشيخ عبد القادر الجيلاني, ومن بعده المقادسة من آل قدامة, كالحافظ عبد الغني المقدسي, وابن خالته الحافظ الإمام عبد الله بن قدامة المقدسي صاحب المغني, وابن حمدان, وابن بلبان, ثم ابن تيمية، ومن قبله جده, وبعده ابن القيم, وابن عبد الهادي, وآله، ثم المواهبي صاحب كتابنا هذا, حتى نهاية القرن الثاني عشر.
واستمر العمل في القرن الثالث عشر على يد الشيخ العلامة محمد بن عبد الوهاب صاحب كتاب التوحيد، والذي بعث مذاهب السلف في تلك الديار التي ضاع منها رسوم هذا المذهب إذ ذاك، فأزاح الله به وبأبنائه وأصحابه من بعده الضلال والبدع وطهر الديار، فقد كانوا في محاربة البدع وما خالف نهج الصحابة في وقتهم غاية، لكن من شدة اقتضاها الحال نسبة كثرة البدع وشناعتها.
ويسميهم مخالفهم بالوهابية نسبة للشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله، وهم على مذهب الإمام أحمد في الاعتقاد على الصحيح, فقد أشاع بعض الناس أنهم يقولون: إن الله جالس على العرش، تفسيرًا للاستواء, وأن الله ينزل كنزول البشر, وهذا خلاف الثابت عنهم في كتبهم وكلامهم على المنابر ووسائل الإعلام, فهو محض افتراء أو سوء فهم.
نعم هم يخالفون الإمام في مسألة واحدة، وهي إنكارهم التصوف جملة وتفصيلًا، وقد جاء في: مقدمة في عقيدة الإمام أحمد: "٢٧٩/٢", طبقات الحنابلة، أن الإمام كان يعظم الصوفية ويكرمهم, وقد كان من أصحابه متصوفة: كبشر بن الحارث الحافي, وهو من أكابر الصوفية, نعم يرد ويبدع منهم من كان منحرفًا مبتدعًا مدخلًا في الدين ما ليس منه, وهذا حال غالب المتاخرين منهم، وسبب ذلك جهلهم بالشريعة، فلبس عليهم الشيطان أمورًا قواها بوسوسته، فظنوها فيوضات وكشوفات, فأصلوها من الدين، وهذا ضلال وباطل يرد وينكر على صاحبه, أما سادات الصوفية, فلا غبار على أقوالهم: كالشيخ عبد القادر الجيلاني, والجنيد, والفضيل, وبشر الحافي، وقد أثنى على هؤلاء السادة الشيخ العلامة شيخ الإسلام أحمد بن تيمية رضي الله عنه، وكان يسميهم متصوفة على طريقة أهل السنة, وذكرهم في كثير من المواضع منها: مجموع فتاوى شيخ الإسلام: "٣٧٧/٣"، "٦٩١،٦٨٦،٣٦٨/١٠"، "٦٠٤،٦٠٠،٤٩٤/١١".
١ وهو قول مستقيض عن الإمام مالك, رواه البيهقي عنه مسندًا انظر: الهداية والاعتقاد: "صـ ٧١".

<<  <   >  >>