للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يستحب له أن يكون ذهابه من طريق وإيابه من طريق آخر، وذلك لما ثبت في البخاري عن جابر قال: (كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا كان يوم العيد خالف الطريق) (١) .

وقد ذكر أهل العلم لذلك عللاً كثيرة منها إظهار شعيرة الله بالذهاب والإياب لأداء هذه الفريضة.

ومنها إغاظة المنافقين.

ومنها السلام على أهل الطريقين، وغير ذلك.

ولا مانع من صحة بعض ما ذكروه من العلل كما أنه لا مانع أن تكون هناك عللاً أخرى، وكما أنه لا مانع أن تكون هذه العلل بمجموعها علة لهذه السنة، فإن السنة النبوية مشتملة على الحكم الكثيرة.

قال: (ويصليها ركعتين قبل الخطبة)

فصلاة العيد قبل الخطبة، فيبدأ بالصلاة ثم يخطب الناس.

فإن من أهم (٢) بالخطبة قبل الصلاة لم يعتد بالخطبة وإن كانت الصلاة صحيحة بالاتفاق؛ لأن الخطبة سنة كما سيأتي تقريره فليست شرطاً في صلاة العيد بخلاف الخطبة يوم الجمعة فهي شرط فيها، لكن هذه الخطبة مردودة لأنها لم تقع حيث وضعها الله عز وجل.

ودليل ذلك: ما ثبت في الصحيحين: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يفعل ذلك، ففي الصحيحين عن ابن عمر قال: (صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر فكانوا يصلون قبل الخطبة) (٣)


(١) أخرجه البخاري بهذا اللفظ في باب من خالف الطريق إذا رجع يوم العيد من كتاب العيدين (٩٨٦) .
(٢) لعلها: ابتدأ
(٣) أخرجه البخاري في باب الخطبة بعد العيد من كتاب العيدين (٩٦٣) : " حدثنا يعقوب بن إبراهيم قال: حدثنا أبو أسامة قال: حدثنا عبيد الله عن نافع عن ابن عمر قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأبو بكر وعمر رضي الله عنهما يصلون العيدين قبل الخطبة " وأخرجه أيضاً في باب المشي والركوب إلى العيد.. (٩٥٧) ، وأخرجه مسلم (٨٨٨) .

وأخرجه البخاري (٩٦٢) قال: " حدثنا أبو عاصم قال: أخبرنا ابن جريج قال: أخبرني الحسن بن مسلم عن طاوس عن ابن عباس قال: " شهدت العيد مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأبي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم فكلهم كانوا يصلون قبل الخطبة ". وأخرجه مسلم (٨٨٤) .