للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

كما ثبت في الصحيحين عن جابر قال: (شهدت يوم العيد مع النبي صلى الله عليه وسلم فبدأ بالصلاة قبل الخطبة بغير أذان ولا إقامة ثم قام متوكئاً على بلال فأمر بتقوى الله وحث على طاعته ووعظ الناس وذكرهم، ثم مضى إلى النساء فوعظهن وذكرهن وقال: تصدقن فإنكن أكثر حطب جهنم) (١) .

وأما ما ذكره المؤلف من كون الخطيب يستحب له أن يذكرهم بمسائل الفطر في عيد الفطر، فإن في هذا نظراً؛ لعدم ثبوته أولاً – عن النبي - صلى الله عليه وسلم - –.

وثانياً: فوات محله، فإن صدقة الفطر تشرع بل لا تجزئ إلا أن يكون قبل صلاة العيد، فإذا صلى الناس العيد فقد فات وقتها فلم يكن للتنبيه على مسائلها فائدة، بل كان الاشتغال بوعظ الناس وتذكيرهم وأمرهم بالتقوى وحثهم على الطاعة ونهيهم عن المعصية ونحو ذلك أولى من بيان ذلك.

- أما الأضحى فإنه قد صح ذلك عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، فإنه قد قال في خطبة كما في الصحيحين من حديث البراء، قال - صلى الله عليه وسلم -: (من ذبح قبل الصلاة فليذبح مكانها أخرى، ومن ذبح بعد الصلاة فقد تم نسكه وأصاب سنة المسلمين) (٢) . وفي المسند وابن ماجه: (فاستقبلهم وهم جلوس وقال: تصدقوا) (٣) فقد أمر الرجال بالصدقة.


(١) أخرجه البخاري في باب المشي والركوب إلى العيد.. (٩٦١) مختصراً دون آخره. وأخرجه مسلم في كتاب العيدين (٨٨٥) .
(٢) أخرجه البخاري في أول كتاب الأضاحي (٥٥٤٥) و (٩٥٤) بلفظ قريب منه، وأخرجه مسلم (١٩٦٢) .
(٣) أخرجه ابن ماجه في باب ما جاء في القراءة في صلاة العيدين (١٢٨٨) قال: " حدثنا أبو كريب حدثنا أبو أسامة حدثنا داود بن قيس عن عياض بن عبد الله أخبرني أبو سعيد الخدري قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يخرج يوم العيد فيصلي بالناس ركعتين ثم يسلم فيقف على رجليه فيستقبل الناس وهم جلوس فيقول: (تصدقوا، تصدقوا) فأكثر من يتصدق النساء.. "