للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

{فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا} ١ الإسلام٢.

ومعنى هذا أن المولود يولد على الإسلام، ويستمر عليه، ولا يعتنق دينًا غيره إلا بتأثير الأبوين والبيئة.

ولهذا اعتبرت عقيدة الإسلام فطرية لميلاد المولود عليه، ومكتسبة لأنه يختارها.

قال القرطبي -في المفهم-: المعنى أن الله خلق قلوب بني آدم مؤهلة لقبول الحق كما خلق أعينهم وأسماعهم قابلة للمرئيات والمسموعات، فما دامت باقية على ذلك القبول، وعلى تلك الأهلية أدركت الحق، ودين الإسلام هو الدين الحق وقد دل على هذا المعنى بقية الحديث حيث قال: "كمثل البهيمة تنتج البهيمة". يعني أن البهيمة تلد الولد كامل الخلقة فلو ترك كذلك كان بريئا من العيب لكنهم تصرفوا فيه بقطع أذنه مثلا فخرج عن الأصل.

الأساس الثالث: المصالح والأهداف المشتركة

المصالح المشتركة:

هي كل ما ينتفع به الجميع، كاستغلال موارد البلاد الاقتصادية مثل استخراج المعادن، الزراعة، والمياه، وكالمؤسسات الدينية، والصحية، والتربوية، وكتعبيد الطرق، وتوفير النقل.

وتم بتعاون الجميع، والتنازل -إن اقتضى الأمر- عن جزء من المصلحة الفردية التي تعوضها المنشآت العامة.


١ الروم ٣٠.
٢ ابن حجر، فتح الباري ٣: ٢٤٨.
٣ ابن حجر، فتح الباري ٣: ٣٤٨.

<<  <   >  >>