للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ورد الأمر ببر الوالدين في هذه الآية معطوفا على عبادة الله تعالى وحده وبينت بوضوح كامل العناية اللطيقة التي ينبغي أن يحظى بها الأبوان من الأبناء، متمثلة في الإحسان إليهما بالرفق بهما في كبرهما، ومخاطبتهما بلطيف القول، والدعاء لهما، وتقديم ما يحتاجان إليه من الخدمات.

وتعددت الأحاديث المرغبة في برهما، وامرت بان يستمر هذا البر بعد موتهما ببر أصدقائهما.

عم عبد الله بن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن البر صلة الولد أهل ود أبيه" ١.

والمناسبة التي تحدث فيها عبد الله بن عمر بهذا الحديث تبين عمله بمقتضاه فقد أخبر عنه عبج الله بن دينار أنه لقيه رجل من الأعراب بطريق عمامة فسلم عليه عبد الله بن عمر، وحمله على حمار كان يركبه، وأعطاه عمامة كانت على رأسه، فقال عبد الله بن دينار: أصلحك الله، إنهم الأعراب، وأنهم يرضون باليسير" فقال عبد الله بن عمر "إن أبا كان ودا لعمر بن الخطاب٢. وسابق الحديق المذزمرو أولا.

فقد كرم عبد الله بن عمر الأعرابي لأن أباه كان من أصدقاء والده.

- وجوب برهما:

عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله من أحق بحسن صحابتي؟ قال: "أمك". قال: ثم من؟


١ صحيح مسلم ٤٥، البر والصلة والآدب٤، باب فضل صلة أصدقاء الأب والأم حديث ١١-١٣ج ٨:٦.
سنن الترميذي ٢٥، البر والصلة ٥، باب ما جاء في إكرام صديق الوالد ج ٤: ٢٧٦.
٢ صحيح مسلم ٤٥، والبر والصلة والآداب ٤، باب فضل صلة أصدقاء الأبو الأم وحديث ١١و١٢و١٣ ج ٨: ٦
سنن الترمذي ٢٥، البر والصلة ٥، باب ما جاء في إكرام صديق الوالد ج٤: ٢٧٦.

<<  <   >  >>