للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال: "أمك"، قال: ثم من؟ قال: "ثم أمك". قال: "ثم أبوك" ١.

ظاهر هذا الحديث تقديم الام في البر على الأب، وفي المسألة خلاف بين العلماء والذي أراه هو ما ذهب إليه الشيخ محمد الطاهر ابن عاشور من أن النبي صلى الله عليه وسلم علم من السائل أنه يرمي إلى الأذن منه بصحبة غير أمه، فرأد أن يظهر له الاهتمام بها، وأنها جدير بالبر مثل الأب قلعا لآثار الجاهلية من نفوس المسلمين.

فالأبوان في البر سواء كما أشار قوله تعالى: {} ٢، وقوله {} ، وقوله: {} ٤، فسوى بينهما فيما أمر به٥.

- عقوقهما:

حرم الشرع عقوق الوالدين، وورد ذلك في أكثر من حديث، وصصفت في بعضهما بكونه من أكبر الكبائر. عن عبد الله بن أبي بكرة، عن بلى رسول الله. قال: ثلاثا: "الإشراك بالله، وعقوق الوالدين"، وكان متكئا فجلس. فقال: "ألا وقول الزور، وشهادة الزور، ألا وقول الزور، وشهادة الزور"، فما زال يقولها حتى قلت لا يسكت٦.


١ صحيح البخاري ٧٨، الأدب٢، باب من أحق الناس بحسن الصحبة ج٤: ٤٧.
صحيح مسلم ٤٥، البر والصلة والآداب، باب بر الوالدين حديث١، ج: ٢ واللفز له.
٢ لقمان: ١٤.
٣ العنكبوت: ٨ لقمان: ١٤ والأحقاف: ١٥.
٤ لقمان: ١٥.
٥ ابن عاشور، النظر الفسيح ٣٠٣-٣٠٤ يتصرف قليل.
٦ صحيح البخاري ٧٨، الأدب ٦، باب عقوق الوالدين من الكبائر ٤: ٤٨.

<<  <   >  >>