للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المعصية، أو المراد بقاء ذكره الجميل بعده، بالعلم الذي ينتفع به، والصدقة الجارية، والولد الصالح١.

جزاء الواصل

بشر الرسول -صلى الله عليه وسلم-، ومن يصل رحمه بوصله من الله تعالى، والوصل من الله كناية عن عظيم إحسانه.

وتوعد من قطع رحمه بقطعه من الله، أي حرمانه من إحسانه ورحمته.

عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "إن الرحم شجنة من الرحمن، فقال الله: من وصلك وصلته، ومن قطعك قطعته" ٢.

الشجنة: عروق الشجر المشتبكة, ومن الرحمن: أي أخذ اسمها من الرحمن، والمعني أنها أثر من آثار رحمة مشتبكة بها، فالقاطع لها منقطع من رحمة الله تعالى.

- تعريف الواصل:

عرف الرسول -صلى الله عليه وسلم- في أحاديثه الواصل لرحمه فبين أنه الذي إذا أساء إليه أقاربه وصلهم، وإذا منعوه أعطاهم لتجنب أسباب قطيعتهم. قال "ليس الواصل بالمكافئ، ولكن الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها" ٣.

والمراد بالواصل في هذا الحديث الكامل، فإن في المكافأة نوع صلة بخلاف من إذا وصله قريبه لم يكافئه فإن فيه قطعًا بإعراضه عن ذلك٤.


القسطلاني، إرشاد الساري ٩: ١١.
٢ صحيح البخاري ٧٨، الأدب ١٣٠، باب من وصل وصله الله ج ٤: ٤٩.
٣ صحيح البخاري ٧٨، الأدب ١٥، باب ليس الواصل بالمكافئ ٤: ٥٠.
٤ ابن حجر، فتح الباري ١٠: ٢٢٤.

<<  <   >  >>