للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إثم القاطع:

توعد الرسول -صلى الله عليه وسلم- قاطع رحمه بحرمانه من الجنة. عن مطعم بن جبير أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "لا يدخل الجنة قاطع" ١. والقاطع عكس الواصل، وقد عرفناه قبل قليل.

وهذا العقاب علامة على فداحة القطع وخطره في انفصال الأقارب وتباعدها.

وقد شجع الرسول -صلى الله عليه وسلم- من يصل رحمه رغم إساءتهم له، ووعده بعون الله له.

عن أبي هريرة أن رجلًا، قال: يا رسول الله, إن لي قرابة أصلهم ويقطعونني، وأحسن إليهم، ويسيئون إليَّ، وأحلم عنهم، ويجهلون عليَّ، فقال: "لئن كنت كما قلت فكأنما تسفهم المل، ولا يزال معك من الله ظهير عليهم ما دمت على ذلك" ٢.

أفاد هذا الحديث أن الأقارب الذين يقطعون من يصلهم سوف يتألمون كألم من يطعم الرماد الحار مكافأة لهم على قطيعتهم.

وأن الله تعالى في عون الذي يصل رحمه رغم ما يلاقيه من قطيعة أقاربه٣.

- كيفية الصلة، وحكمها:

تكون صلة الرحم بطلاقة الوجه، والتوادد، والتناصح، والدعاء, والتزاور، والقيام بالحقوق الواجبة والمستحبة، والإنفاق على المحتاج من الأقارب.

وتتلخص في إيصال ما أمكن من الخير، ودفع ما أمكن من الشر بحسب الطاقة.


١ صحيح البخاري ٧٨، الأدب ١١، باب إثم القاطع ج٤: ٤٩.
٢ صحيح مسلم ٤٥، البر والصلة والآداب ٦، باب صلة الرحم حديث ٢٢ج٨: ٨.
٣ النووي على مسلم على هامش إرشاد الساري للقسطلاني ٩: ٤٥١.

<<  <   >  >>