للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

- أسباب الترغيب فيه:

إذا ما نظرنا إلى الأعمال اليدوية ما ذكر منها، وما لم يذكر، نجد أصحابها هم الذين يوفرون حاجات الناس، فالسكن يبنيه البنَّاء بتعاون مع النجَّار والحدَّاد والكهربائي وغيرهم.

واللباس ينجزه النسَّاج، والخيَّاط.

والأكل يبدأ من الفلَّاح، ويمر بالفرَّان، والبقَّال، والقصَّاب، وسواهم. وكذلك بقية الحاجات من تنقل وتعليم وعلاج، وغيرها.

ولهذه الضرورة إلى العمل اليدوي حث عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، ورغب فيه. وأخبر أن النبي -صلى الله عليه وسلم- تعاطاه، رغم أنه في غنى عنه لأنه خليفة الله تعالى في أرضه قال تعالى: {يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلا تَتَّبِعْ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ} ١.

وهو إنما تعاطاه ابتغاء الأكل من طريق الأفضل، ولهذا أورد النبي -صلى الله عليه وسلم- قصته في مقام الاحتجاج بها على ما قدمه من أن خير الكسب عمل اليد. وهذا بعد تقرير أن شرع من قبلنا شرع لنا إذا لم ينسخ، ولا سيما إذا ورد في شرعنا مدحه وتحسينه مع عموم قوله تعالى: {أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمْ اقْتَدِهِ} ٢ ٣.

- مقاصد هذا الحديث:

لهذا الحديث عدة مقاصد، منها:

- محو ما علق ببعض الأذهان من احتقار الحرف اليدوية، والتقليل من أهميتها في المجتمع في حين أنها محرك نشاطه.


١ سورة ص: ٢٦.
٢ سورة الأنعام: ٩٠.
٣ ابن حجر، فتح الباري ٤: ٣٠٤.

<<  <   >  >>