للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الوسيلة الثانية: صلاة الجمعة

هي فرض أسبوعي على المسلمين، يؤدونها في المسجد الجامع، فيستمعون إلى خطبة الإمام ويصلون، ويلتقون مع بعضهم، فهي فرصة لقاء متممة للقاء اليومي، فمن تخلف عن الجماعة يلتقي مع أهل حيه وبلده يوم الجمعة، وقد أوجبها الله تعالى بالقرآن والسنة.

قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِي لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ} ١.

أوجبت هذه الآية حضور صلاة الجمعة، فأمرت بالسعي إليها، والأمر هنا للوجوب، ولا يجب السعي إلا إلى واجب.

والمراد امضوا إلى الجمعة، أو صلوا الجمعة، ولتأكيد ذلك حرم العمل أثناءها. ودليلها من السنة ما رواه عبد الله بن عمر، وأبو هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: "لينتهين أقوام عن ودعهم الجمعات، أو ليختمن الله على قلوبهم، ثم ليكونن من الغافلين" ٢.

وحتى تحقق صلاة الجمعة هدفها الديني والدنيوي كان فيها خطبتان وصلاة، ومن شأن الخطبتين أن تعالجا موضوعًا يذكر السامع بأحكام


١ سورة الجمعة: ٩.
٢ صحيح مسلم ٧، الجمعة ١٢، باب التغليظ في ترك الجمعة، حديث ٤ج ٣: ١٠ واللفظ له.
سنن النسائي ١٤، الجمعة ٢، باب التشديد في التخلف عن الجمعة ج٣: ٨٨-٨٩.

<<  <   >  >>