للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الشرع، وينبهه إلى وجوب الاستقامة. واشتراط العدد والمسجد في أداء الجمعة تحقيق لجانهبا الاجتماعي، فالعدد لحضور كثير من الناس، والمسجد اشترط ليسع الحاضرين.

ولكي يقدم المسلم إلى الجمعة وهو خاشع لله تعالى، ومستعد للتلقي حثه الرسول -صلى الله عليه وسلم- على التبكير إلى المسجد، وربط الثواب بساعة الحضور. وأعلمه بأن هناك ساعة في يوم الجمعة يستجاب فيها الدعاء، ولم يحددها له تحديدًا دقيقًا ليظل ينتظرها أثناء الخطبة. وكامل اليوم.

وهذه أحاديث في فضل الجمعة وبعض أحكامها.

- غسل يوم الجمعة والتبكير إليها:

عن أبي هريرة أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "من اغتسل يوم الجمعة غسل الجنابة، ثم راح، فكأنما قرب بدنة، ومن راح في الساعة الثانية فكأنما قرب بقرة، ومن راح في الساعة الثالثة فكأنما قرب كبشًا أقرن، ومن راح في الساعة الرابعة فكأنما قرب دجاجة، ومن راح في الساعة الخامسة فكأنما قرب بيضة، فإذا خرج الإمام، حضرت الملائكة، يستمعون الذكر" ١.

واختلف في المراد بالساعات، فقيل إنها الساعات المعروفة، وقيل المراد بها بيان مراتب المبكرين من أول النهار إلى الزوال، وإنها خمس.

وقيل إن المراد بها لحظات لطيفة أولها زوال الشمس، وآخرها جلوس الخطيب على المنبر، واستدلوا على ذلك بأن الساعة تطلق على جزء من الزمان غير محدود٢.


١ موطأ مالك ٥، والجمعة١، العمل في غسل الجمعة حديث ١، ج١: ١٠١ واللفظ له.
صحيح البخاري ١١، الجمعة، باب فضل الجمعة ج١: ١٥٨.
صحيح مسلم ٧، الجمعة١، باب وجوب غسل الجمعة حديث ١٠ج٣: ٤.
٢ ابن حجر، فتح الباري ٢: ٣٦٨-٣٦٩

<<  <   >  >>