قال ابن بطال: الصديق الملاطف لا يزيده كثرة الزيارة إلا محبة بخلاف غيره١.
وعن أنس بن مالك أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- زار أهل بيت من الأنصار فطعم عندهم طعامًا، فلما أراد أن يخرج أمر بمكان من البيت فنضح له على بساط، فصلى عليه، ودعا لهم٢.
ومما يأخذ من هذا الحديث أن من تمام الزيارة أن يقدم للزائر ما حضر من الطعام اثباتًا للمودة وزيادة في المحبة.
- فضل الزيارة:
عن أبي هريرة مرفوعًا:"من عاد مريضًا، أو زار آخًا له في الله ناداه مناد أن طبت, وطاب ممشاك، وتبوأت الجنة منزلًا" ٣.
وعن معاذ بن جبل مرفوعًا قال: الله تبارك وتعالى: "وجبت محبتي للمتحابين في، والمتجالسين فيّ، والمتزاورين فّي، والمتباذلين في" ٤.
والمتباذلون الذين يبذلون أموالهم في سبيل الله.
تضمن هذان الحديثان تبشيرًا للزائر بحب الله تعالى له، وبمنزلة في الحنة.
١ ابن حجر فتح الباري ١٠: ٩٩ ٤
٢ صحيح البخاري ٧٨، والأدب ٦٤، باب الزيارة ومن زار قومًا فطعم عندهم ج٤: ٦٢.
٣ سنن الترمذي ٢٨، البر والصلة ٦٤، باب ما جاء في زيارة الأخوان ج٤: ٣٢١.
٤ موطأ مالك ٥١، الشعر ١٦، باب ما جاء في المتجابين في الله ج٢: ٩٥٤.