للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الوسلية الخامسة: الزيارة

الزيارة أدب إسلامي، يوثق العلاقة بين الزائر والمزور، ويشعرهما بالود والتجابب. ولئن جاز إطلاقها على الذهاب إلى الغير بمناسبة ما، فإن الإطلاق الأول لها الذهاب إلى الغير لربط الصلة والاستئناس بمجالسته والحديث معه.

وأثبت الواقع أن الزيارة لغير حاجة الزائر لها وقع طيب في نفس من وقعت زيارته. لا سيما، وأن الكثير من الناس يتزاورن لأغراض مادية والأدب أن تحصل الزيادة للتآخي، فإذا حصلت مع ذلك لحاجة فلا بأس.

وثبت أن النبي -صلى الله عليه وسلم- زار عددًا من أصحابه، وكان يزور أبا بكر رضي الله عنه باستمرار.

عن عروة بن الزبير، أن عائشة زوج النبي -صلى الله عليه وسلم-، قالت: "لم أعقل أبوي إلا وهما يدينان الدين، ولم يمر عليهما يوم إلا يأتينا فيه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- طرفي النهار بكرة وعشية ,فبينما نحن جلوس في بيت أبي بكر في نحرة الظهيرة، قال قائل: هذا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في ساعة لم يكن يأتينا فيها".

قال أبو بكر: ما جاء به في هذه الساعة إلا أمر. قال: "إني قد أذن لي بالخروج" ١.


١ صحيح البخاري ٧٨،الأدب ٦٣ ,باب هل يزور صاحبه كل يوم أو بكرة وسعشية ج٤: ٦٢.

<<  <   >  >>