للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والبوائق جمع بائقة، وهي الداهية، والشيء المهلك والأمر الشديد الذي يوافي بغتة، والقسم على نفي إيمان من لا يطمئن جاره إليه. إنذار لمن يؤذي جاره.

وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فلا يؤذ جاره" ... الحديث١.وعند الإمام مسلم ,عن أبي هريرة من طريق آخر ,عن النبي صلى الله عليه وسلم: "فليحسن إلى جاره" ٢.

وعن أبي شريح العدوي، قال: سمعت النبي -صلى الله عليه وسلم-، يقول: "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره" ٣. ويراد بالإيمان هنا كماله، وخص بالله اليوم الآخر إشارة إلى المبدإ والمعاد.

- أوجه الإحسان إلى الجار:

يمكن تفسير الإحسان إلى الجار وإكرامه من جملة أحاديث عند الطبراني ت ٣٦٠ والخرائطي محمد بن جعفر ت ٣٦٧ وهي وإن كانت أسانيد ضعيفة فإن تعدد مخارجها يدل على أن لها أصلًا.

وملخص ما تضمنته: إقراض الجار، إعانته, عيادته عند المرض، تهنئته، مواساته، الإهداء إليه، عدم الاستطالة عليه بالبنيان، احترامه، السلام عليه، طلاقة الوجه عند لقائه، تفقد حاله، كف الأذى عنه، عظته بالحسنى، الدعاء له، عظة الكافر بعرض الإسلام عليه وترغيبه فيه، وعظ الفاسق بالرفق به، والستر عليه٤.


صحيح البخاري ٧٨، الأدب ٣١، باب من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذ جاره ج٤: ٥٣.
٢ صحيح مسلم١، الإيمان ١٩، باب الحث على إكرام الجار، حديث ٧٦-٧٧ج١: ٥٠.
٣ صحيح البخاري ٧٨، والأدب ٣١، باب من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذ جاره ج٤: ٥٣.
٤ ابن حجر، فتح الباري ٩: ٤٤٦.

<<  <   >  >>