للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وتضمن الحديث السابق: "يامعشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج ... " صفة الأهلية، وتتمثل في القدرة الجنسية والمالية، وفي تحمل المسئولية في تكوين الأسر ورعايتها ماديًّا وأدبيًّا.

فإذا توفرت هذه الصفات في الراغب في الزواج كان أهلًَا له. وللزوجة أن تطلب من الصفات الأخرى ما لا يتعارض مع الإسلام ولا يثقل على الزوج ولا يكبده المشقة.

٢- اختيار الزوجة

الزوجة ركن فعّال في الأسر بسبب مهامها المتعددة.

فهي طرف كبير في تحقيق طمأنينتها وتوفير الظروف الملائمة لكل أفرادها. وهي التي تربي الأولاد، وترعاهم، وتوجههم.

من أجل هذا فإن التأني في اختيارها أمر أساسي ينبني عليه ما بعده.

ومن اللازم معرفة الصفات التي أمر بالشرع بالبحث عنها في المرأة المراد تزوجها. وبالنظر في الحديث التالي يمكن الوقوف على بعضها.

عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "تنكح المرأة لأربع: لمالها، ولحسبها، ولجمالها، ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك" ١.

عدد هذا الحديث أربع خصال يرغب في الزواج بالمرأة من أجلها، هي: المال، والحسب، والجمال، والدين، ولكنه أوردها بعد لفظ "تنكح" المبني للمجهول مما يعني أن هذه الخصال هي التي يبحث عنها الناس في المرأة، وليست المطلوبة شرعًا، فالحديث حكاية عما في الواقع لا أنه وقع الأمر بمضمونه كله، يدل على ذلك الأمر الوراد في آخر باختيار.


١ صحيح البخاري ٦٧، النكاح ١٥، باب الأكفاء في الدين ج ٣: ٢٤٢.
صحيح مسلم ١٨، الرضاع ١٦، باب استحباب نكاح ذات الدين حديث ٦٢ج ٤: ١٧٥.

<<  <   >  >>