ذات الدين "فاظفر بذات الدين" ووصفه من لم يخترها يضعف العقل والافتقار من العلم لأنه لم يحسن الاختيار.
واستفيد هذا من عبارة "تربت يداك".
وفي نفس الوقت فإن ظاهر الحديث أجاز اختيار الزوجة للصفات الأربع الواردة فيه أو لبعضها.
وعليه فما يستخلص منه أن الصفة التي تجب مراعاتها في الزوجة عند الاختيار هي الدين. وأنه بالإمكان بعد ذلك البحث عن بقية الصفات الورادة فيه، وهي الحسب، والمال، والجمال، كلها أو بعضها.
والمتتبع لآراء الأئمة يجدهم أجمعوا على صفة الدين، واختلفوا في أولوية الصفات الأخرى بعده، لأن الدين صفة جامعة للاعتقاد، وطيب المعاشرة، والوفاء بالواجبات، وكل مكارم الأخلاق.
وطلب الزوج صفة أخرى يقرها الدين أمر جائز، سواء كانت مما ذكره في الحديث أو مما لم يذكر فيه كالتقارب في السن، والمستوى التعليمي، والمهارة في الاقتصاد البيتي وتحمل المسئولية العائلية، أو كل هذه وغيرها.
٣- الخطبة
الخطبة بكسر الخاء، وسكون الطاء، وفتح الباء: طلب الرجل الزواج ممن يرغب فيها من وليها. وتحصل بالتعارف، والرؤية، وتتم بالرضا.
ولا مانع من أن يكون إعلان الرغبة في الزواج من الفتاة، ولكن الخطبة تكون من الرجل. ويجتمع الخاطب بمخطوبته بحضور أسرتها أو أحد محارمها لتحصل الرؤية، وتحرم الخلوة بها.
وسمح الشرع بالرؤية في غير خلوة، ويمكن أن تكون عند الخطبة أو قبلها بطريقة شرعية، وهو أفضل حتى لا يقع التراجع عندها أو بعدها فتكون له آثار سلبية.