للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٣- المكتبات القومية في الإسلام: قال القلقشندي ت ٨٢١هـ، في الجزء الأول من موسوعته صبح الأعشى في صناعة الإنشا: إنه كان للخلفاء والملوك في القديم بها -بخزائن الكتب- مزيد اهتمام، وكمال اعتناء، حتى حصلوا منها على العدد الجم، وحصلوا على الخزائن الجليلة، ويقال: إن أعظم خزائن الكتب في الإسلام ثلاث، وذكر خزانة الخلفاء العباسيين ببغداد وهي دار الحكمة أو بيت الحكمة، وخزانة الفاطميين بمصر: دار العلم، وخزانة بني أمية بالأندلس: مكتبة قرطبة١.

والمكتبات القومية أو الوطنية تقوم عادة بالحصول على جميع ما يصدر في الدولة من مصادر وتنظمها وتحفظها وتقدمها للمستفيدين.

وفيما يلي فكرة موجزة عن هذه المكتبات الثلاث:

أ- دار الحكمة أو بيت الحكمة: أول من أسس هذه الدار الجامعة لمختلف المؤلفات هارون الرشيد ت ١٩٣هـ، ثم زودها ابنه المأمون من بعده بالمؤلفات الكثيرة والدواوين الضخمة، وظلت هذه الخزانة حتى استولى المغول على بغداد سنة ٦٥٦هـ.

ب- دار العلم: وهي خزانة العبيديين بمصر، ألحقها الحاكم العبيدي ت ٤١١هـ، صاحب مصر بدار الحكمة، التي أنشأها على غرار جامعات بغداد وقرطبة، وقد جمع في دار العلم كتب كثيرة، وأقام فيها المسئولين وخصص لهم الجرايات وزودها بما يحتاج إليه القراء والنساخ من الحبر والمحابر والأقلام والورق، وانقرضت هذه الخزانة بموت العاضد آخر خلفاء الفاطميين سنة ٥٦٧هـ.


١ صبح الأعشى في صناعة الإنشا، القلقشندي: ٥٣٧/١.

<<  <   >  >>