للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أنه قال: "أكلوني البراغيث". وقد أراد قوم أن يخرجوا هذه اللغة التي نسبت إلى بعض طيء وبعض أزد شنوءة، فذهبوا في ذلك مذهبين: منهم من جعل الضمير فاعلاً والاسم المرفوع بعده بدلاً منه، ومنهم من جعله حرفاً دالاً على التثنية أو الجمع لا ضميراً، والفاعل الاسم المرفوع بعده.

ولا حاجة إلى التخريج، فهذه الروايات إن صحت فهي شاذة ولغتها رديئة ولم يخطئ من نبزها بلغة "أكلوني البراغيث". إلا أن ما يجب التنبيه إليه هنا هو أن بعضاً من فضلاء النحاة الأقدمين توهم فظن آية {وَأَسَرُّوا النَّجْوَى الَّذِينَ ظَلَمُوا} وحديث "يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار" من هذه اللغة، وليس ذلك بصحيح، ففاعل "أسروا" وهو واو الجماعة عائد على "الناس" في أول السورة، و"الذين" فاعل! "قال" المحذوفة، وأسلوب القرآن الكريم جرى على حذف فعل القول اكتفاء بإثبات المقول في مواضع عدة، والحديث له أول: "إن لله ملائكة يتعاقبون فيكم: ملائكة بالليل.. إلخ".

وبقيت هذه اللغة الرديئة مفتقرة إلى شاهد صحيح لا ضرورة فيه.

٢- جره لفظاً:

يجر الفاعل لفظاً على الوجوب في موضع واحد هو صيغة التعجب "أَكرمْ بخالد" فزيادة الباءِ هنا واجبة.

وقد يجر لفظاً جوازاً بثلاثة أَحرف جر زائدة هي: "من، الباء، اللام".

فأَما "مِن" فتجوز زيادتها بعد نفي أَو نهي أَو استفهام إِذا كان الفاعل نكرة مثل: "ما سافر من أَحد، لا يتأَخر منكم من أَحد، هل أصاب أَخاك من شيءٍ".

وأَما الباءُ فتزاد بعد "كفى" مثل: {وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيداً} .

وأَما اللام فسمع زيادتها على فاعل اسم الفعل "هيهات" مثل: {هَيْهاتَ هَيْهاتَ لِما تُوعَدُونَ} .

هذا وكثيراً ما يضاف المصدر واسم المصدر إلى فاعلهما في المعنى

<<  <   >  >>