الخبر، فإِما أَن تنصب إذا طابق الخبر الأَسماء المتعاطفة لأَنه ليس لك غرض معنوي غير العطف مثل "إِن أَخاك وأَباك مسافران"، وإن كان هناك غرض معنوي يمتاز به المعطوف، رفعت وقدرت له خبراً محذوفاً، وكانت جملته معترضة بين اسم "إن أَو أَن أَو لكن" وخبرها. مثل ذلك الآية الكريمة:
قررت الآية أن الإيمان والعمل الصالح يذهبان الحزن والخوف عن صاحبهما أياً كان دينُه في الماضي، وإنما رُفعت "الصابئون" وحدها وجعلت مع خبرها المقدر جملة معترضة "والصابئون كذلك" لأن الصابئين وهم لا كتاب سماوي لهم، دون بقية الأصناف "اليهود والنصارى والذين آمنوا" في المرتبة، فإذا كان الصابئون ينجون إذا آمنوا وعملوا صالحاً، فالباقون وهم ذوو كتب منزلة وماض في الإيمان، أولى بالنجاة لا محالة.
أحكام خاصة:
أولاً:"إن" وفيها حكمان: دخول لام الابتداءِ على أَحد معموليها وفتح همزتها وجوباً أَو جوازاً:
١- تدخل لام الابتداءِ على المبتدأَ للتوكيد تقول "لخالدٌ ناجحٌ"، فإِذا أُريد إدخال "إن" على هذه الجملة، وهي للتوكيد أَيضاً كما مر بك، لم يجز الجمع بينهما متجاورتين، فتزحلق اللام إلى الخبر فتقول:"إن خالداً لناجحٌ" ومن هنا يسميها بعضهم اللام المزحلقة.
وإنما يجوز دخولها على الخبر إذا لم يقترن بأداة شرط مثل "إنك إن