للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الضحى إلى الظهر"، ومن معانيها التبعيض مثل "منكم من نجح، أنفقوا مما تحبون"، والبيان لجنس ما قبلها مثل "ما عندك من مال فأحضره"، والبدلية مثل "لا يغنيك الجدل من الصدق شيئاً"، والتعليل مثل "من تقصيرك خسرت".

١١- إلى: ومعناها انتهاء الغاية الزمنية أو المكانية: "سهرت إلى الفجر، سرت إلى الربوة". وتأتي بمعنى "مع" كقولهم: "الذود إلى الذود إبل"، وبمعنى عند مثل "القراءة أحب إلي من الحديث".

١٢- رُبّ: ومعناها التكثير أو التقليل، فالأول مثل "رب رمية من غير رام"، والثاني مثل "ربَّ غاش بربح" والتمييز بالقرائن، ولا تدخل إلا على نكرة موصوفة معنى كما رأيت إذ الأصل "ربَّ رمية صائبة، ربَّ رجل غاش" أو لفظاً مثل: "رب رجل فاضل لقيته"، وقد تدخل على معرفة لفظاً نكرة معنى مثل "ربَّ مؤذينا أكرمناه" إذ المعنى "رب مؤذٍ لنا". ومن ذلك دخولها على الضمير المفرد المذكر المميز بما يفسره مثل "ربّه فتى قصدني فحمدني، ربّه فتبيْن، ربّه فتياناً، ربّه فتيات".

١٣ - على: ومعناها العام الاستعلاء حقيقياً مثل: "الكتاب على الرف" أو مجازياً مثل: "لك عليّ فضل". وتأتي للتعليل "أكرمني على نفعي له وبمعنى في: {وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلَى حِينِ غَفْلَةٍ مِنْ أَهْلِها} . وبمعنى مع مثل: "أحبه على كسله" وللاستدراك مثل: "خسرت الصفقة على أني غير يائس" وهذه الاستدراكية شبيهة بحرف الجر الزائد لا تحتاج إلى متعلق.

١٤- حتى: تأتي لانتهاء الغاية مثل: "سهرت حتى الصباح، سأمشي حتى الربوة" ومجرورها آخر جزء مما قبله أو متصل بآخر جزء، وتأتي للتعليل مرادفة اللام مثل: "اجتهد حتى تفوز".

وتجر هذه الأحرف الظاهر والمضمر من الأَسماء، إلا "مذ ومنذ وحتى والكاف وواو القسم وتاؤه" فلا تجر إلا الأَسماء الظاهرة.

وقد علمت أن "خلا وعدا وحاشا" مشتركة بين الفعلية والحرفية فتكون أفعالاً ماضيةً جامدة فينصب ما بعدها، وتكون أحرف جر فيجر ما بعدها، فاعلم الآن أَن خمسة من أحرف الجر مشتركة بين الاسمية والحرفية وهي "الكاف، عن، على، مذ، منذ" وإليك البيان:

أَما الكاف فتكون اسماً إذا رادفت "مثل" وخص ذلك بعضهم في

<<  <   >  >>