فأَما النفي فكقولك:"لم تحضر فتستفيدَ"، "جارك غير مقصر فتعنفَه"، "ليس المجرم نادماً فتعفوَ عنه" لا فرق بين أَن يكون باسم أَو بفعل أَو بحرف.
وإذا كان النفي لفظياً ومعناه الإِثبات لم تقدَّر "أَن" بعد الفاء ويبقى الفعل مرفوعاً مثل "لا يزالُ أَخوك يبرُّنا فنحبُّهُ" فالنفي هنا لفظي فقط والمعنى: أَخوك مستمر على برنا. والتشبيه اللفظي إذا كان معناه النفي أعطي حكم النفي وقدرت "أَنْ" بعد الفاء: كأَنك ناجح فتتبجَّحَ "بنصب المضارع على معنى: ما أَنت ناجح فتتبجَحَ". لأَن المدار في الحكم على المعنى.
وأَما الطلب فيشمل الأَمر "وهو في هذا الباب فعل الأَمر، والمضارع المقرون بلام الأمر فحسب، ولا يشمل اسم فعل الأمر" اسكتْ فتسلَم، والنهي: لا تقصِّر فتندمَ، والعرض: أَلا تصحبنا فنسرَّ، والحض: هلا أَكرمت الفقير فتؤجرَ، والتمني ليتك حضرت فتستمعَ، والترجي لعلك مسافر فأُرافقَك، والاستفهام: هل أَنت سامع فأُحدثَك.
هذا والمضارع المنصوب بأَن مضمرة بعد فاءِ السببية أَو واو المعية الآتية بعد، مؤول بمصدر معطوف على مصدر منتزع من الفعل قبلها: اسكت فتسلم = ليكن منك سكوت فسلامة.
٣- بعد واو المعية المفيدة معنى "مع" مثل، لا تشربْ وتضحكَ فأَنت لا تنهاه عن الشرب وحده ولا عن الضحك وحده، وإنما تنهاه عن