للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وإن تفانت أو توانت عشرته ... يا حبذا نضاره ونضرته

وحبذا مغناته ونصرته ... كم آمر به استتبت أمرته

ومترف لولاه دام حسرته ... وجيش هم هزمته كرَّته

وبدر تم أنزلته بدرته ... ومستشيط تتلظلى جمرته١

أسرَّ نجواه فلانت سرته ... وكم أسير أسلمته أسرته

أنقذه حتى صفت مسرته ... وحق مولى أبدعته فطرته

لولا التقى لقلت جلت قدرته

وقال في ذمه:

تبًا له من خادع مماذق ... أصفر ذي وجهين كالمنافق٢

يبدو بوصفين لعين الرامق ... زينة معشوق ولون عاشق٣

وحبه عند ذوي الحقائق ... يدعو إلى ارتكاب سخط الخالق

لولاه لم تقطع يمين سارق ... ولا بدت مظلمة من فاسق

ولا اشمأز باخل من طارق ... ولا شكا الممطول مطل العائق

ولا استعيذ من حسود راشق ... وشر ما فيه من الخلائق

أن ليس يغني عنك في المضائق ... إلا إذا فر فرار الآبق٤

واهًا لمن يقذفه من حالق ... ومن إذا ناجاه نجوى الوامق٥

قال له قول المحق الصادق ... لا رأي في وصلك لي ففارق

ومن المغايرة، تفضيل القلم على السيف، إذ المعتاد عكس ذلك، كقول ابن الرومي:

إن يخدم القلم السيف الذي خضعت ... له الرقاب ودانت خوفه الأمم٦

فالموت والموت لا شيء يعادله ... ما زال يتبع ما يجري به القلم

كذا قضى الله في الأقلام إذ بريت ... إن السيوف لها منذ أرهفت خدم ٧


١ البدرة: الصرّة فيها الدنانير، مستشيط: غاضب، تتلظى: تشتعل وتلتهب.
٢ المماذق: الذي لا يخلص الود لأحد.
٣ الرامق: الناظر إذا أحد النظر.
٤ الآبق: الهارب.
٥ الحالق: من الجبال والأمكنة: العالي المنيف.
٦ دان: خضع وذل.
٧ أرهف السيف: أجاد شحذه وسنه.

<<  <  ج: ص:  >  >>