للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والإيغال والتذييل لا يخرجان عن معنى الكلام المتقدم، والتكميل لا بد أن يأتي بمعنى يكمل الغرض على التكملة المتقدمة إما تكميلًا بديعيًّا أو تكميلًا عروضيًّا. والتذييل يفارق الإيغال، لكونه يزيد على الكلمة التي تسمى إيغالًا ويستوعب غالبًا عجز البيت.

وبيت صفي الدين في التذييل:

لله لذة عيش بالحبيب مضت ... فلم تدم لي وغير الله لم يدم

والعميان ما نظموا هذا النوع في بديعيتهم. وبيت عز الدين الموصلي:

تذييل عيشي ورزقي قسمة حصلت ... في أول الخلق والأرزاق بالقِسَم١

وبيت بديعيتي:

والله ما طال تذييل اللقاء بهم ... يا عاذلي وكفى بالله في القَسَم٢

فقولي: وكفى بالله في القسم، هي الجملة التي جاءت بعد تمام الكلام وحسن السكوت عليه، واشتملت على معناه وزادته في القسم تحقيقًا وتوكيدًا، وجرت مجرى المثل الذي ما يجارى في شرفه وكماله، وأما لفظة التذييل، التي هي تسمية لهذا النوع المقصود، ففات الشيخ عز الدين فيها لفظة طال، فإنني لو لم أذكر الطول ما ترشحت تورية التذييل، ولا وقع لها في القلوب مواقع، فإن الطول من لوازم الأذيال، وطويل ذيل اللقاء في البيت من ألطف الاستعارات، وقولي: يا عاذلي، هو التكميل الذي يأتي في الحشو، وقد تقدم الكلام عليه وتقرر.


١ القِسم: التقسيم من قبل الله سبحانه وتعالى.
٢ القسم: الحلف.

<<  <  ج: ص:  >  >>