للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

في مدح أو ذم أو تعظيم أو تحقير أو توبيخ أو تقرير أو من تدله في الحب، وأنا أذكر أمثلة الجميع هنا، فمنه للمبالغة في الغزل قول الشاعر:

أجفون كحيلة أم صُفاح ... وقدود مهزوزة أم رماح١

ومنه للمبالغة في الشوق وطول الليل:

وشوق ما أقاسي أم حريق ... وليل ما أكابد أم زمان٢

وللمبالغة في النحول:

وقفت وقد فقدت الصبر حتى ... تبين موقفي أني الفقيد

وشكك فيَّ عذالي فقالوا ... لرسم الدار أيكما العميد

ومنه للمبالغة في الغزل:

في الخيف من ظبيانه سمراء ... أقِوَامُها أم صعدة سمراء٣

ومثله:

أثغرك يا هند أبدى ابتسامًا ... أم البرق سل عليه حسامًا

ومثله قول شرف الدين راجح الحلي:

من أطلع البدر في ديجور طرته ... وأودع السحر في تكسير مقلته٤

ومن أدار يواقيت الشفاه على ... كأس من الدر يحمي خمر ريقته٥

ويعجبني من هذا القصيد قوله وإن كان من غير ما نحن فيه:

يحنو النسيم عليه من لطافته ... والدهر ألين منه عند قسوته

ومثله، في اللفظ والمعنى، قول ابن نباتة:

في مرشفيه سلاف الراح من عصره ... ومعطفيه قوام البان من هصره٦

وفي ابتسام ثناياه ومنطقه ... من نظم الدر أسلاكًا ومن نثره


١ الصُّفاح: السيوف، وهي في الأصل وجه السيف وعرضه مفردها صُفح.
٢ أكابد: أعاني.
٣ الصعدة: القناة المستوية التي لا تحتاج إلى تثقيف أو تقويم.
٤ الديجور: الظلام الشديد السواد، الطُّره: أول الشعر من مقدم الرأس.
٥ يواقيت: مفردها ياقوت وهو من الأحجار الكريمة الشفافة.
٦ المرشف: الشفة، السلاف: الخمر المعتقة، الهصر: التمايل.

<<  <  ج: ص:  >  >>