للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ومن لطائف هذه القصيدة ولم أبعد في الاستطراد عما نحن فيه قوله

بروحي ليلة مرت ... لنا معكم بذي الأثل

وساقينا وما يملا ... وشادينا وما يملي١

وظبي من بني الأترا ... ك حلو التيه والدل

له قد كغصن البا ... ن ميال إلى العدل٢

وطرف ضيق ويلا ... هـ من طعناته النجل٣

أقول لعاذلي فيه ... رويدك يا أبا جهل

فقلبي من بني تيم ... وعقلي من بني ذهل

وما يبري هوى المشتا ... ق إلا ذلك المغلي

لقد زاحمه الشيخ جمال الدين بن نباتة رحمه الله هنا بقوله

حلفت بما يملا النديم وما يملي ... لقد صان ذاك الحسن سمعي عن العذل

من المغل أشكو نحوه ألم الهوى ... وطب الهوى عندي كما قيل بالمغلي٤

ومن الذي أعجبني في هذا النوع أعني تجاهل العارف قول بعضهم:

أقول له علام تميل عجبًا ... على ضعفي وقدك مستقيم

فقال تقول عني فيَّ ميل ... فقلت له كذا نقل النسيم

ومليح هنا قول ابن نباتة السعدي:

فوالله ما أدري أكانت مدامة ... من الكرم تجني أم من الشمس تعصر

وأورد صاحب الصناعتين في هذا الباب ما كتبه إليه بعض أهل الأدب وهو: سمعت بورود كتابك فاستفزني الفرح قبل رؤيته وهز عطفي المرح أمام مشاهدته، فما أدري أسمعت بورود كتاب أم رجوع شباب، ولم أدر أرأيت خطًّا مسطورًا أم روضًا ممطورًا أو كلامًا منثورًا، أم وشيًا منشورًا


١ يملي: إملاء، يسمع.
٢ العدل: الاعتدال.
٣ نجلت الطعنة: اتسع جرحها.
٤ المغل: الوشاية والشكاية.

<<  <  ج: ص:  >  >>