للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

المعنى هنا أن الخد، لما تزايدت حمرته، قال العواذل: بغضًا في الظاهر إنه لدمي، ووروا بالاكتفاء، وقصدوا في الباطن أنه دميم، حسدًا له، وهذا الاكتفاء ينظر إلى قول القائل:

كضرائر الحسناء قلن لوجهها ... حسدًا وبغضًا إنه لدميم١

وهو بالدال المهملة للحقارة، ومن تأمل هذ البيت تأمل أهل الأدب المنصفين علم أن الحيلة في تركيب توريته حيلة دقيقة، مع ما فيه من المعنى وجزالة الأسلوب، وهذا النوع على هذا النمط الغريب لا يجري في مضماره، من فحول الأدب، إلا كل ضامر مهزول.


١ هذا البيت فيه تورية دقيقة لا تظهر إلا بتأويله: والمقصود أن ضرائر الحسناء قلن لها عن فلان، لأنهن يردن أن يكون لهن، حسدًا وبغضًا، إنه لدميم. هذا الظاهر، أو المورى به، أما المورى فهو أن ضرائر الحسناء قلن لها لحسدهن وبغضهن إن وجهها دميم. والمعنى كما قيل، في قلب الشاعر ولا يعلم ما في القلوب إلا مقلبها.

<<  <  ج: ص:  >  >>