للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقال ابن الساعاتي: وقيل لابن أبي الأصبع:

أيا قمرًا من حسن وجنته لنا ... وظل عذاريه الضحى والأصائل١

جعلتك للتمييز نصبًا لناظري ... فهلا رفعت الهجر والهجر فاعل

وظريف هنا قول بعضهم:

عرج بنا تحت طلول الحمى ... فلم تزل آهلة الأربع٢

حتى تظل اليوم وقفًا على السـ ... ـاكن أو عطفًا على الموضع

وقول محمد بن العفيف:

يا ساكنًا قلبي المعنى ... وليس فيه سواك ثاني

لأي معنى كسرت قلبي ... وما التقى فيه ساكنان٣

ومن لطائف البهاء زهير:

يقولون لي أنت الذي سار ذكره ... فمن صادر يثني عليه ووارد٤

هبوني كما قد تزعمون أنا الذي ... فأين صلاتي منكم وعوايدي٥

ونظير هذا ما اتفق لشرف الدين محمد بن عنين، وذلك أنه مرض فكتب إلى الملك العظيم صاحب دمشق:

انظر إلي بعين مولى لم يزل ... يولي الندى وتلاف قبل تلافي

أنا كالذي أحتاج ما تحتاجه ... فاغنم دعائي والثنا الوافي

فعاده الملك العظيم، ومعه خمسمائة دينار، وقال له: أنت الذي وأنا العائد وهذه الصلة.

وظريف هنا قول بعض المواليا:

رأيتها وهي داخل دارها في الصحن ... تنشد رمل صحنت قلبي المعنى صحن

يا ليتها مع تغنيها وطيب اللحن ... ترف أجر ودع يدخل عليَّ اللحن


١ الأصائل: مفردها أصيل وهو قبيل غروب الشمس.
٢ الأربع: العدد المعروف وجمع مفرده ربع وهي الدار.
٣ استعمل القاعدة النحوية التي تقول: إذا التقى ساكنان يكسر الأول منهما.
٤ الصادر والوارد: تعبير ديواني وتعني الخارج والداخل أو الرائح والعائد.
٥ صلاتي وعوايدي: صلة وعائده أي العطايا والعائدات أو صلة الموصول.

<<  <  ج: ص:  >  >>