للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وجؤجؤ مزن الرعد يستل ودقه ... ترى برقه كالحية الصل يطرف١

ذكرت بها ريا وما كنت ناسيًا ... فأذكر لكن لوعة تتضعف

كأني إذا ما لاح والرعد معول ... وجفن السحاب الجون بالماء يذرف٢

سليم وصوت الرعد راق وودقه ... كنفث الرقى من عظم ما أتلهف

ومن لطائف التشبيهات البليغة قول القاضي الفاضل، من قصيدة:

كأن ضلوعي والزفير وأدمعي ... طلول وريح عاصف وسيول٣

ومثله في اللطف قوله:

لو لم يعطل خاطري من سلوة ... وما كان خدي بالمدامع حالي٤

أودعته قلبي فخان وديعتي ... فسواده في خده كالخال

ومن التشابيه الغريبة البديعة، قوله أيضًا، من قصيدة أخرى:

وقد تهادت سيوف الهند إذ خضبت ... كالشرب حين تهادى بالزجاجات٥

ويعجبني، من لطائف التشبيه، قول محي الدين بن قرناص الحموي:

من لقلبي من جور ظبي هواه ... لي شغل عن حاجر والقويق٦

خصره تحت أحمر البند يحكي ... خنصرًا فيه خاتم من عقيق

ومن التشابيه البديعة قول مجير الدين بن تميم:

ونهر إذا ما الشمس حان غروبها ... ولاحت عليه في غلائلها الصفر

رأينا الذي أبقت به من شعاعها ... كأنا أرقنا فيه كأسًا من الخمر

ومثله قوله:

وناعورة قد ألبست لحيائها ... من الشمس ثوبًا فوق أثوابها الخضر

كطاووس بستان تدور وتنجلي ... وتنفض عن أرياشها بلل القطر


١ الجؤجؤ؛ صدر السفينة، ومجتمع رءوس عظامه. وجؤجؤ المزن: مجتمعه. المزن: جمع مزنة وهي الغيمة الممطرة. الودق: المطر. الحية الصل: أخبث الحيات. ويطرف: يدمع أو ينزل.
٢ السحاب الجون: السحاب الأسود، وهو من أكثر السحاب مطرًا.
٣ الطلول: جمع مفرده طلل وهو الأثر المتبقي من الشيء بعد زواله.
٤ حالي: أي مُحلى من الحلى.
٥ تهادى: تمايل في مشيته، الشرب: جماعة الشاربين.
٦ حاجر والقويق: اسمي مكان.

<<  <  ج: ص:  >  >>