للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كيف أسلو ومقلتي كلما لا ... ح بريق تلتفت للقاكا

كل من في حماك يهواك لكن ... أنا وحدي بكل من في حماكا

ومن كاساته الغرامية التي سكر العشاق بقديمها وحديثها، قوله:

أدِرْ ذِكْرَ مَنْ أهوى ولو بملام ... فإن أحادث اللحبيب مدامي

فلي ذكرها يحلو على كل صيغة ... ولو مزجوه عذلي بخصام١

كأن عذولي بالوصال مبشري ... وإن كنت لم أطمع برد سلام

وما أبدع وأرق ما قال منها:

يشف عن الأسرار جسمي من الضنا ... فنوجي بها معنى نحول عظامي٢

طريح جوى حب جريح جوارح ... قريح جفون بالدوام دوامي

صحيح عليل فاطلبوني من الضنى ... ففيها كما شاء النحول مقامي

منها:

فلي كل عضو فيه كل حشا بها ... إذا نظرت أغراض كل سهام

ولو بسطت جسمي رأت كل جوهر ... به كل قلب فيه كل غرام

ومن غرامياته التي يتحرك الجماد لرقتها، قوله من قصيدة:

ما لي سوى روحي وباذل نفسه ... في حب من يهواه ليس بمسرف٣

فلئن رضيت بها لقد أسعفْتِني ... يا خيبة المسعى إذا لم تسعف

وما أسجم٤ ما قال منها:

يا أهل ودي أنتم أملي ومن ... ناداكم يا أهل ودي قد كُفي٥

عودوا لما كنتم عليه من الوفا ... كرمًا فإني ذلك الخلّ الوفي

وحياتكم وحياتكم قسمًا وفي ... عمري بغير حياتكم لم أحلف

لو أن روحي في يدي ووهبتها ... لمبشري بوصالكم لم أنصف


١ العذل: اللوم. والبيت مختل الوزن كما نرى ونرجح بدل "مزجوه" "مزجوا".
٢ نوجي: مجهول ناجى من المناجاة وهي المساررة. النحول: الدقة والضعف.
٣ المسرف: الذي يتجاوز الاعتدال إجمالا، ومنها قوله: {وَإِنَّ فِرْعَوْنَ لَعَالٍ فِي الْأَرْضِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الْمُسْرِفِينَ} يونس: ١٠/ ١٢.
٤ أسجم: أدعى للبكاء والدموع.
٥ في الأصل: يا أهلي، وما أثبتناه أقوم للوزن وأصح.

<<  <  ج: ص:  >  >>