للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومثله قوله:

دع عنك لومي فإن اللوم إغراء ... وداوني بالتي كانت هي الداء

صفراء لا تزل الأحزان ساحتها ... لو مسها حجر مسته سراء١

من كف ذات حر في زي ذي ذكر ... لها محبان لوطي وزناء٢

قامت بإبريقها والليل معتكر ... فلاح من وجهها في البيت لألاء٣

وأرسلت من فم الإبريق صافية ... كأنما أخذها للعقل إغفاء

رقت عن الماء حتى ما يلائمها ... لطافة وخفي عن شكلها الماء٤

ومن الانسجام المطرب قول محمد بن صالح الحسني:

وبدا له من بعد ما اندمل الهوى ... برق تألف موهنًا لمعانه٥

يبدو كحاشية الرداء وصوته ... صعب الذرا متمنع أردانه٦

فالنار ما اشتملت عليه ضلوعه ... والماء ما سحت به أجفانه

وعدوا من الانسجام المطرب قول عبد الرحمن العطوي، في رثاء أحمد بن أبي دؤاد:

وليس صرير النعش ما تسمعونه ... ولكنه أصلاب قوم تقصف٧

وليس فتيق المسك ما تجدونه ... ولكنه ذاك الثناء المخلف


١ السرا: الحياة والحركة.
٢ الحر: فرج المرأة. اللوطي: هو الذي يأتي الرجال شهوة من دون النساء: الزناء: كثير الزنى وهو ممارسة الشهوة مع المحصنات من النساء.
٣ اللألأ: البريق واللمعان.
٤ هذا البيت يروى:
جفت عن الماء حتى ما يلائمها
لطافة وجفى عن شكلها الماء
والذي نراه:
رقت عن الماء حتى ما يلائمها لطافة
وجفى عن شكلها الماء
فلا يكون قد تغير فيه سوى لفظة "خفى" فهي على الأصح "جفى" لمناسبة المعنى، وقد أصابها التصحيف. والله أعلم.
٥ الموهن: ما بعد منتصف الليل.
٦ الأردان: جمع مفرده ردن وهو كم الثوب وأطرافه.
٧ الصرير: صوت الأخشاب والجنادب و.... أصلاب: جمع مفرده صلب وهو هنا الهيكل العظمي أو الظهر منه فقط.

<<  <  ج: ص:  >  >>