للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكأنما أقلامه بسوادها ... غربان بين في الخزائن تنعق١

لا عيب فيه سوى العزائم قصرت ... عنها الكواكب وهي بعد تحلق

منها:

يا أيها الملك المكمل فضله ... وقيت من حدق إليكم تحدق

وبقيت للمداح تجلب عيسهم ... جلبا بغير بلادكم لا ينفق٢

أذكرتنا زمن المؤيد لا عدت ... مثواه باكية الغمامة تشهق٣

حتى تجر به ذيول حديقة ... أكمامها بيد النسيم تفتق٤

منها:

وبديعة كالروض إلا أنها ... تجلى بجارحة السماع وتنشق

نظمتها عقدا بدون مثاله ... في النظم شاب من الوليد المفرق

لا فضل لي فيها وبحرك قاذف ... درر الصفاء يقول للناس انفقوا

من عش بيتك قد درجت فطار لي ... في الخافقين جناح ذكرك يخفق

ولكم علقت من القريض صناعة ... ما كنت لولاكم بها أتعلق

لكم الولا مني لأن نداكم ... في كل حادثة لفقري يعتق٥

ومن مطالعي في الجناس التام قولي:

يا طيب الأخبار يا ريح الصبا ... يا من إليه كل قلب قد صبا

وهذه القصيدة كتبت بها من القاهرة المحروسة سنة اثنتين وثمانمائة إلى القاضي تاج الدين بن البارزي، صاحب دواوين الإنشاء الشريف، تشوقًا إليه وإلى حماة المحروسة،

وقلت بعد المطلع أخاطب النسيم بما هو أرق منه.

يا صادق الأنفاس يا أهل الذكا ... يا طاهر الأذيال كم لك من نبا٦


١ البين: الفراق - تنعق: تصوت والنعيق: صوت الغراب.
٢ عيس: جمع مفرده أعيس وهو من الجمال التي يخالط بياضه شقره.
٣ المثوى: القبر - باكية الغمامة: من الغيوم الممطرة - تشقق: ترتفع.
٤ أكمامها: مفردها كِمّ وهو برعوم الثمرة - تفتق: تتفتق تتفتح.
٥ نداكم: عطاؤكم - يعتق: يحل عقده ويحرره.
٦ الذكا: طيب الرائحة - نبا: نبأ، خبر.

<<  <  ج: ص:  >  >>