للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ومن تضامين علاء الدين بن أيبك الدمشقي البديعة قوله:

أقول وقد ظمئت ووجه حبي ... له عرق على ورد الخدود

أرى ماء وبي ظمأ شديد ... ولكن لا سبيل إلى الورود

ومن تضامين القاضي محيي الدين بن عبد الظاهر قوله:

لقد قال لي إذ رحت من خمر ريقه ... أحث كئوسًا من ألذ مقبل١

بلثم شفاهي بعد تقبيل مبسمي ... تنقل فلذات الهوى في التنقل

وظريف في هذا الباب قول الشيخ بدر الدين بن المنيجي:

ولما خلونا والمسرة بيننا ... وقد عز شرب الراح فينا عن الشرب٢

تعوّض كل بالحشيش عن الطلا ... ومن لم يجد ماء تيمم بالترب٣

ومن تضامين شهاب الدين بن أبي حجلة البديعة قوله:

يحكي سنا الفانوس من بعد لنا ... برقًا تألق موهنًا لمعانه

فالنار ما اشتملت عليه ضلوعه ... والماء ما سمحت به أجفانه

وقال فيه:

أنا في الدجى ألقى الهوى وبمهجتي ... حرق يذوب لها الفؤاد جميعه

وكأنني في الليل صب مغرم ... كتم الهوى فوشت عليه دموعه

وقال وأجاد:

يا صاح قد حضر الشراب ومنيتي ... وحظيت بعد الهجر بالإيناس

وكسا العذار الخد حسنًا فاسقني ... واجعل حديثك كله في الكاس

ومن تضامين الشيخ برهان الدين القيراطي:

تجمعت من نطف ذاته ... حتى بدا في قالب فاسد

وليس على الله بمستنكر ... أن يجمع العالم في واحد


١ المقبّل: مكان التقبيل وهو الفم.
٢ المسرّة: الفرحة. الشرب: الذين يشربون الراح وهي الخمرة.
٣ الحشيش: نوع من المسكرات يدخن تدخينًا والطلا: الخمرة.

<<  <  ج: ص:  >  >>